خالد عبد الرحمن الطياش
** بعد أن انتهت مباريات الذهاب في الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا بفوز ناديي يوفنتوس وبرشلونة على حساب كل من ريال مدريد وبايرن ميونخ على التوالي، فإن السيدة العجوز والفريق الكتالوني باتا الأكثر ترشُحاً للوجود في المباراة النهائية، ما لم يكن للفريق الملكي والعملاق البافاري كلمة لتُقال في مواجهة الإياب التي يُنتظر أن تكون مثيرة لدرجة الجنون من جانب الفرق الأربعة.
** انتصار اليوفنتوس العريق جاء ليرد على الذين استهزؤوا بتاريخ «اليوفي» الطويل والمليء بالنجوم اللامعة والإنجازات الذهبية (المحلية والقارية والدولية). ويبدو أن الكلمات التي وجهها أسطورة الحراسة الإيطالية دينو زوف قبل المباراة كتحذير للمدرب كارلو أنشيلوتي ولاعبيه من القوة الرهيبة التي يمتلكها يوفنتوس في ملعبه لم تؤخذ من قِبل المدرب الإيطالي وفريقه على محمل الجد؛ ما أدى لسقوطهم في فخ الخسارة.
** ظهر ذلك جلياً وواضحاً من خلال تفوق اليوفنتوس في الدقائق العشر الأولى، وتسجيله هدفاً عن طريق المهاجم ألفارو موراتا في الدقيقة التاسعة. واحتاج ريال مدريد أكثر من عشر دقائق كاملة ليدخل في أجواء اللقاء في استاد «يوفنتوس». وفشل الفريق الإداري والفني في إعداد اللاعبين نفسياً وذهنياً قبل المواجهة، وهو ما أفقدهم الكثير من بريقهم، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو الذي تمكن كيلليني ورفاقة من الحد من خطورته رغم زيارته لشباكهم في مناسبة وحيدة.
** وعلى العكس تماماً نجح الكادر الإداري والفني في تهيئة لاعبي السيدة العجوز وإعدادهم نفسياً ومعنوياً وبدنياً قبل المواجهة المهمة. وقد يكون لحسم لقب الاسكوديتو يوم السبت الماضي الأثر الأكبر في الروح التنافسية العالية التي أظهرها فيدال ورفاقة، كما أن إراحة بعض النجوم وعدم الدفع بهم في المباراة الدورية أمام سامبدوريا هي خطوة إيجابية تحسب بكل تأكيد للمدرب ماسيمليانو أليجيري.
** في المباراة الأخرى.. نجح الحارس الألماني مانويل نوير في التصدي لهدفين مؤكدين من قدم المهاجم الأوروجوياني الدولي لويس سواريز بعد أن انفرد به مرتين وسدد بإتقان، إلا أن خبرة وقوة ومرونة الحارس الألماني مكنت العملاق البافاري من الصمود حتى الدقيقة 75 من عمر اللقاء.. ليبدأ الإرهاق والإعياء في النيل من فيليب لام ورفاقه؛ ما سمح لهم بالتساهل مع نجم النجوم ليونيل ميسي ليستلم الكرة ويهيئها ومن ثم يسددها أرضية قوية زاحفة لتسكن شباك الحارس الألماني الدولي بطريقة مفاجئة لدفاعات الفريق البافاري.
** لم يتوقف «الأسطورة الحية» عند ذلك الإنجاز.. بل إنه استلم كرةً أخرى.. راوغ من خلالها المدافع الألماني الدولي جيروم بواتينغ ليسقطه أرضاً بطريقة مهينة، وينفرد لمواجهة نوير واضعاً الكرة بحرفية عالية بقدمه اليمنى من فوق الحارس المتمكن؛ لتسكن الكرة في شباكه هدفاً ثانياً «للبلوغرانا». وأكمل ميسي تألق بتمريرة لكرة من ذهب لزميله نيمار الذي انطلق بسرعة البرق تاركاً مدافعي بايرن ميونخ خلفه بمسافة، وليواجه الحارس نوير، ويموه بقدمه على طريقة الكبار، ومن ثم يلدغ شباكه بهدف ثالث بعد أن أرسل الكرة بين قدميه.
** في ظل الإصابات والغيابات التي يعاني منها بايرن ميونخ، وفي ظل وجود «الأسطور الحية» ليونيل ميسي.. فإن برشلونة قد ضمن التأهل للمباراة النهائية بنسبة تتخطى الـ90 % ما لم يكن للمدرب غوارديولا ولاعبيه كلمة لتُقال في ملعب الأليانزا أرينا.
** في المباراة الأخرى.. لم تفلت فرصة الوصول للنهائي الأوروبي الكبير من أنياب ريال مدريد بعد، ويبدو أن الفوز بنتيجة (1-0) سيكون كافياً لإقصاء يوفنتوس وتأهل الفريق الملكي.. لذا فإن الأمر سيعتمد بنسبة كبيرة على المدير الفني وقراره الذي سيتخذه قبل مواجهة فالنسيا في بطولة الدوري.. حيث إن المدرب أنشيلوتي عليه أن يريح نجومه الأساسيين أمام فالنسيا في المباراة الدورية.. متى ما أراد القتال بكل قوته لاقتلاع ورقة التأهل من بين فكي السيدة العجوز.