قرأت مقال د. خيرية السقاف في صحيفة الجزيرة الغراء في 7 مايو 2015م والذي حمل عنوان (سلمان بن عبدالعزيز.. استعاد للأمة منصة العز) وأود التعليق عليه بأن ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبدالعزيز خطط لمناصب الدولة بترتيب الأولويات؛ بحسب الظروف التي يمر بها الشرق الأوسط المشتعل، تناولت بعض الصحف القرارات منها «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» و«فوكس نيوز» و«الديلي ميل» وغيرها من الصحف العالمية، ووصفت القرارات بأنها تغيير حاسم في مسار السلطة في السعودية.
إعطاء الفرص للشباب مطلب قيادي، وتمثل هذا منذ تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- مقاليد الحكم، إذ سلّم حقيبة الداخلية لمحمد بن نايف في فترة كانت عصيبة، أخذ الثقة الملكية وها نحن نحصد سوياً انتصارات الداخلية السعودية بين الحين والآخر.
الأميران مقرن بن عبدالعزيز وسعود الفيصل طلبا الإعفاء لأسبابهما، وأيضاً أرادا إتاحة الفرصة لجيل الشباب، شكراً لما قدماه في خدمة الوطن، كل واحد منهما له ثقله وتأثيره.
الأمير مقرن تسلّم ولاية العهد، إذ كان يعتبر يد الملك اليمنى لإدارة الشأن العام للبلاد، وقبلها تسلّم حقيبة رئاسة الاستخبارات العامة.
أما سعود الفيصل فتسلّم حقيبة الخارجية بعد وفاة أبيه بـ7 أشهر ولمدة أربعة عقود لم يكف عن خدمة الوطن.. خارجياً بدأ بملف الحرب اللبنانية المشتعل عام 1972، وتوصل إلى اتفاق الطائف عام 1989 وتوقف عند «عاصفة الحزم».
القيادة كافة تدفع الشباب إلى بيت الحكم، على أمل أن يضيفوا تغييراً للمملكة والمنطقة كما حدث مع الأميرين المحمدين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بعد تعيينهما ونجاحهما، الأول في الداخلية، إذ بتر يد الإرهاب بإطاحة الخلايا الإرهابية بين الحين والآخر، وآخرها الهجوم الغاشم على جنود الوطن بدعم «داعش»، والثاني وزيراً للدفاع خير تعيين في الوقت الحاسم بقيادته لـ»عاصفة الحزم» على ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح.
شكّلت هيئة البيعة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2006، ويترأس الهيئة الأمير مشعل بن عبدالعزيز وأعضاؤها 34 عضواً منهم أبناء المؤسس ومنهم أحفاده.
تتابع الأسر السعودية بالداخل والخارج ما هو الجديد؟ بعد تناقل وسائل الإعلام أنه ستصدر قرارات تحدد مسار مستقبل السعودية القادم وتضيف تغييراً منفرداً ومختلفاً على الساحتين المحلية والعالمية، إذ اتجهت أنظار السعوديين إلى المصادر الرسمية نية العلم ما هي القرارات وما ستضيفه للوطن والمواطن، أما الآن فأعتقد أنني على ثقة تامة بأن الجميع يوافقون الملك في توجهه بدفع القيادات الشابة وتعيين الأكفاء وإعفاء بعض المقصرين في أداء مهامهم من الوزراء خلال تخبطهم بالوزارات بلا نتائج، والإعفاء يأتي في توقيت حاسم، وبالرجوع إلى وزير الصحة السابق يعتبر خير دليل.
في المملكة شباب يمكن الاعتماد عليهم في الأزمات لهم تجارب ناجحة في الإدارة منهم الدكتور خالد الفالح، من حسن الرأي تعيينه وزيراً للصحة، تسلسل الفالح في مناصب أرامكو منذ 1979، وكان له دور مهم في اتفاق ناجح أدارته المملكة بينها وبين أرامكو السعودية وعدد من كبرى شركات الزيت العالمية، إذ امتدت الاتفاقات لأربعة عقود.. الجميع يعلم أن وزارة الصحة مرت بأزمة خانقة بين أزمة شملت إعفاءات وتعيينات شملت أسباباً شتى، ولكن أملنا بالله ثم بالفالح.
من منطلق أهمية وسائل التواصل الاجتماعي ولاسيما «تويتر» وقوة تأثيرها في المجتمع، سارع وزير الصحة الجديد الفالح لإنشاء حساب في «تويتر» وغرد بتغريدات بعثت الطمأنينة في النفوس قليلاً من أهمها: اهتمامه بتطوير الإنسان، كما ذكر في «تغريدة» أخرى أن من أساس عناصر النجاح البحث والاكتشاف والتطوير والسعي للإتقان، والالتزام بأخلاقيات العمل، فإن جرى تطبيق هذا فلا خوف على وزارة الصحة.
ختاماً: الملك سلمان أعاد ترتيب الأوراق على طاولة حكمه قبل أن يتم 100 يوم من توليه مقاليد الحكم، وهو ما يعني جديته لرسم طريق واضح المعالم للمواطنين والعالم؛ يحدد مستقبل الدولة والمواطنين في وقت وجيز.
مطلق العنزي - الرياض