قرأت مقال د. عبد الواحد الحميد المنشور في صحيفة الجزيرة الغراء يوم الاثنين 27 إبريل 2015م، والمعنون (البنات وفخ الابتزاز)، والابتزاز قسمان: الأول معنوي، والثاني: مادي، فالمعنوي: أخبث وأشرس أنواع الابتزاز، لأنه ينال من كرامة الشخص، وعرضه، ونفسيته.. على سبيل المثال: عندما يُقدم شاب على عمل علاقة مع فتاة أياً كان نوعها، ومن ثمّ يقوم بعد ذلك بالضغط عليها وتهديدها إما بصور التقطها أو بتسجيل صوتي، وغيره من أساليب الضغط والهدف منه الابتزاز، لِيصل لِمبتغاه، فمن يقوم بهذا الصنيع هو شخص تجرّد من الأخلاق والمبادئ، بغض النظر عن إباحة هذه العلاقة أو تحريمها.. أين ضميره؟.. ألا يخاف بطش الله {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}.. ألا يعلم أنه مِثل ما تُدين تُدان؟!.. أيرضى أن يُفعل ذلك بإحدى محارمه، بالتأكيد لا، فكيف يرضى بفعل ذلك في عرض الناس!.. مثل هذا سوف ينتقم الله منه آجلاً أو عاجلاً.. فليحذر انتقام الربّ.. والقسم الآخر لأنواع الابتزاز، يكون ابتزازاً مادياً.. وهو ما يفعله بعض الأشخاص بحيث يقوم باستغلال أصدقائه وخصوصاً الطيبين منهم، فيُبين لهم أنه بحاجة مادية وظروفه حرجة، فيأخذ من هذا، ويأخذ من ذاك، ويعدهم وعوداً فضفاضة بأنه سوف يُعيد لهم ما أعطوه بمجرد تحسن ظروفه، ثم تمضي الأيام والأشهر، ولا يرونه أو يماطلهم، وياليل ما أطولك كما يُقال.
هذان الصنفان من البشر هم أشرس الناس خُلقاً، وإن تظاهروا بالأخلاق السمحة، فهما لديهما من الخلق الذميم ما نهى الله ورسوله عنه، والجامع بينهما الكذب، إذ يؤسفني أن يكون من ينتسب للإسلام بهذه الأخلاق، فالأول يلعب ويلهو بأعراض الناس تحت مسمى الحب فإذا امتنعت الفتاة عنه، بدأ بدور آخر وهو الإذلال والمُساومة والانتقام، لتسقط فريسته أمام قدميه مُسلّمة لتهديداته، فيلتهمها دونما شفقة ولا رحمة ولا رجولة، والآخر يكذب ويحتال ويأخذ من هذا وذاك لِيسترزق من جيوب البشر، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، وأرجع وأقول إن الشخص منا أفعاله تتُرجم شخصيته، فعلى من توجد فيه هذه الصفات مُراجعة نفسه والعودة إلى الله قبل فوات الآوان.
علي الشريف - حفر الباطن