كتب - محرر الوراق:
على إثر دعوة الأستاذ عبدالله بن محمد أبابطين مؤسس ملتقى عبدالله بن محمد أبابطين الثقافي ومكتبة سدير الوثائقية والمتحف التراثي زار سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل آل سعود محافظ المجمعة مزرعة (العائذية) بروضة سدير، وذلك يوم الأحد الموافق 7-7-1436هـ حيث استقبل سموه من قبل الأستاذ عبدالله أبابطين وإخوانه وأبنائه وحشد غفير من رجالات الفكر والأدب بمدن سدير.
بدأ الحديث بنقاش لسمو المحافظ مع الحضور عن تواريخ مدن سدير والأقدم منها كما تحدث صاحب الدعوة عبد الله أبا بطين عن تكوين مكتبة سدير الوثائقية، وعن جمعه للمخطوطات مستشهداً بقصة حدثت في روضة سدير قبل عقود وكيف آلت إليه بعض الوريقات القليلة من مخطوطات قديمة كادت أن تكون وجبة شهية للماشية لولا حفظ الله، وتحدث أبا بطين عن جهوده في جمع المخطوطات والكتب الخاصة بمنطقة سدير (محافظة المجمعة).
بعد ذلك ألقى المهندس الشاعر معاذ بن عبدالله أبابطين قصيدة بهذه المناسبة، قال فيها:
سدير.. لو أجلس بقاعه، ودانيه
كنّي فرشت بساط وسط السحابة!
سدير.. لو أقلط بشتّى نواحيه؟
حتّى النخيل تقُول: لا وا هلابه!
سدير.. لوّه رجل؟ واللّه لأخاويه
أحدٍ يعاف المرجلة، والذرابه!
سدير.. لو يلمس جبيني أراضيه؟
لي الفخر، ما دام أبيّي مشى به
وبعد تناول الغداء اتجه سموه إلى مكتبة سدير الوثائقية وهي المكتبة التي أنشأها الأستاذ عبدالله أبابطين وخصصها لمدن سدير بحيث يحدَّد جناح خاص لكل مدينة سواء من ناحية تاريخها أو ما كتبه أهلها من كتب شرعية وأدبية، وكذلك القصائد ودواوين الشعر.
وأكد أبا بطين بأن المكتبة لا تزال في طور الإنشاء وتجميع الكتب وطباعة ما يلزم، ولا تزال هذه المكتبة تحتاج إلى دعمها بالكتب لكل مدينة سواء بالإهداء أو البيع لنا أو إعادة الطباعة، كما تقوم مكتبة سدير الوثائقية بطباعة أي كتاب يتحدث عن تاريخ مدن سدير بمعدّل ألف نسخة (مجاناً).
واطلع سموه والحضور على تقسيمات المكتبة بدءاً من جناح الحرمين الشريفين وجناح المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والأقسام الأخرى الخاصة بالمستشرقين والزراعة والمياه والمرأة والطفل، إلى جانب قسم المخطوطات، واطلع سموه على مكتبة الأستاذ والمؤرخ أحمد الدامغ -رحمه الله- والتي أهداها أبناؤه حفظهم الله إلى مكتبة سدير الوثائقية ومقدارها سبعة آلاف وخمسمائة كتاب جمعها طوال ستون عاماً مضت، وبها العديد من الكتب ذات القيمة الأدبيّة والتاريخية والشعر ومختلف العلوم.
إلى جانب ما قُدِّم لهذه المكتبة من هدايا في مختلف أنواع العلوم، مثل دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فيصل للأبحاث ومكتبة الملك فهد، ومعالي الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم أبو حيمد وكيل الحرس الوطني سابقاً والأستاذ يوسف العتيق (ورّاق الجزيرة) والشيخ عبداللطيف بن سعود البابطين (مركز سعود البابطين الثقافي) وكذلك الشيخ عبدالعزيز بن سعود البابطين (مكتبة البابطين للشعر) من دولة الكويت، والشيخ عبدالله الحقيل، والعديد ممن تكرّموا بدعم هذه المكتبة الوثائقية حتى وصل عدد الكتب حتى الآن ما يزيد عن ثلاثين ألف كتاب.
بعد ذلك توجه سموه والحضور بزيارة لمتحف عبدالله أبابطين التراثي، هذا المتحف الذي يشمل على ما يزيد على خمسة آلاف قطعة تراثية متنوعة، ومنها المخطوطات والمسكوكات والبنادق القديمة والرسائل القديمة من أئمة آل سعود مثل الإمام فيصل بن تركي، والإمام عبدالله بن فيصل، والإمام سعود بن فيصل، والملك عبدالعزيز رحمهم الله.
واطلع سموه على التراثيات المختلفة ومعظمها كانت تستخدم في إقليم سدير في الأعمال الزراعية والحرفية والصناعات اليدوية والمنازل والملابس وأدوات الطبخ.
كذلك اطلع سموه والحضور على المتحف الذي قدمه الأستاذ الشيخ أحمد بن سعد السريّع رئيس مركز المعشبة كهدية وهو متحف متكامل يحكي قصة الماضي وتطور الحاضر، وكذلك المتحف الذي أهداه الأستاذ علي السعداني بمختلف التراثيّات التي يستفيد منها الباحث والمطلع، بعد ذلك قدم الأستاذ عبدالله أبابطين لسموه الكريم هدية عبارة عن درع وبندقية قديمة.
بعد ذلك سجل سموه كلمة في سجل الشرف أبدى فيها إعجابه بهذه الزيارة وأن تكون هذه المكتبة والمتحف التراثي دعماً لأبناء مدن سدير ولمن أراد أن يبحث في تاريخ هذه المنطقة، وتوفر المادة العلمية التي تساعده في إعداد دراسته واعتبار هذا العمل الذي قام به الأستاذ عبدالله أبابطين لهذه البلاد إنجازاً يشكر عليه وأحد ركائز البحث العلمي لتاريخ مدن سدير.
رافق سمو المحافظ سعادة وكيل محافظة المجمعة الأستاذ محمد بن عامر الخرصان.
أبابطين شكر سمو المحافظ على هذه الزيارة التي تعد دعماً لهذا الإنجاز وتطوره كما شكر الحضور على تفضلهم بهذه الزيارة الكريمة متمنياً للجميع دوام التوفيق.