عمر إبراهيم الرشيد
من أصعب ما يواجه الإعلامي هو تقديم مادة سواء مكتوبة أو مذاعة أو مصوّرة، على أن تكون هذه المادة مختصرة لكن وافية بالمقصد والمعنى. وهذه المقدرة لا تتوفر إلا لمن كانت ثقافته واسعة وعميقة، وقراءاته جادة ومتنوّعة. أوَليست البلاغة في إيصال المقصود بأقل الكلام، وهي الملكة الذهنية والمعرفية التي اشتهر بها العرب منذ غابر الأزمان، تلك التي ترتكز على
امتلاك رصيد زاخر من المفردات مع معرفة وخبرة تراكمت في عقلية المتكلم عبر معارفه وثقافته وأسفاره. يفرحني حقيقة حين أشاهد نماذج سعودية إعلامية تشق طريق النجاح بتؤدة، كما أفرح لنجاح أي سعودي وفي أي مجال، ولنجاح أي خليجي وعربي ومسلم مهما كان مجال تفوقه وبروزه. كنت قد كتبت هنا قبل فترة وجيزة عن برنامج على خطى العرب وأشدت بمبادرة الدكتور عيد اليحيى في إزاحة التراب عن أماكن وآثار وأطلال كانت منازل أو محطات لشعراء العرب، سواء أصحاب المعلقات أو من أتى بعدهم على مر تاريخ جزيرة العرب. كما كتبت عن برنامج (بدون شك) ووقوفه قانونياً مع أصحاب ظلامات ضد خصومهم أفراداً كانوا أو شركات أو حتى مؤسسات حكومية. وأمانة أقول إنني حين أشاهد مثل هذه النجاحات وغيرها فإني أرى أن الكتابة هنا عنها إنما هو من باب الشد على أيدي أصحابها وتشجيعهم لمزيد من العمل الناجح والتميز، خدمة لهذا الوطن والمجتمع.
برنامج (مرايا) الذي يقدّمه الكاتب الصحفي مشاري الذايدي مثال جديد لنجاحات إعلامية، وبرأيي أن ما يميز هذا البرنامج ومقدمه، هو الحرص على التوثيق، والإيجاز من غير إخلال مع الوضوح والبعد عن الشرح الممل أو الذي ينفر المتابع، لأنه يتضح الحرص على عدم الإطالة كسباً للمزيد من المتابعين، فالجمهور في معظمه يروم المعلومة الموجزة والمادة المركزة والقصيرة في نفس الوقت. وخصوصاً أن شاشاتهم الصغيرة التي تحملها أكفهم استولت على معظم أوقاتهم، وإن كان ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي هو في جزء منه سريع التحضير وليس بتلك القراءة الجادة والرصينة، إلى جانب مسألة موثوقية الأخبار والقصص أو المعلومات بشكل عام، وبالطبع ليس هذا تعميماً كما قلت فتلك الوسائط تلعب اليوم دورها الجماهيري وعبر العالم فلا نستهين بها إطلاقاً. أقول رشاقة الطرح لدى مشاري الذايدي وإحاطته بالمادة وحسن الإعداد، إلى جانب مهارة التقديم بالاستحواذ على انتباه ومتابعة المشاهد، مع جودة التوثيق كما قلت، كل هذه المزايا أعطت هذا البرنامج ومقدمه هذا الحضور الناجح. وحقيقة نحن بحاجة لمثل هذه البرامج لإيصال صوتنا باحترافية والدفاع عن قضايانا محلياً وعربياً، فقد نشط الآخرون للنيل منا ومن قضايانا وابتكروا لذلك شتى الوسائل والطرق، ونحن لا نعدم القدرات الفكرية والإعلامية للرد عليهم وتقديم الصور الإيجابية لدينا. مثل هذه البرامج يجدر بها أن تغلب على تلك المعلبة والمستوردة التي تسهم في تسطيح اهتمامات الجمهور وتشجيع الخواء الفكري وضحالة المعرفة.
ليست هذه دعوة إلى الكآبة أو التجهم، فالترفيه مطلب وحاجة والضحك والابتسام علاج للقلوب، إنما هناك خط فاصل بين الترفيه والتسلية والضحك الصحي وبين التهريج والإسفاف. عدا عن تلك البرامج المعلبة كما قلت والتي جلبت وتم تقديمها حتى بنفس اسمها الأجنبي في صورة تنم عن أزمة حضارية وعقدة نقص لدى مديري بعض قنواتنا الخاصة مع شديد الأسف، مما حدا بالآخرين لوصم بعضنا بالازدواجية أو الانفصام الاجتماعي. لست أدري عن جدية تطبيق ما تم تبنيه في مؤتمرات إعلامية عربية من قبل حول ميثاق الشرف الإعلامي، وعلى كل حال، ليت قنواتنا الفضائية تستشعر مسئوليتها الاجتماعية فتراعي سماتنا الحضارية والتي لا تصطدم مع روح العصر، فلدينا أمثلة ناجحة تنموياً وإعلامياً، فقط نحتاج إلى تعزيز حضورها وزيادة أمثالها، طابت أوقاتكم.
امتلاك رصيد زاخر من المفردات مع معرفة وخبرة تراكمت في عقلية المتكلم عبر معارفه وثقافته وأسفاره. يفرحني حقيقة حين أشاهد نماذج سعودية إعلامية تشق طريق النجاح بتؤدة، كما أفرح لنجاح أي سعودي وفي أي مجال، ولنجاح أي خليجي وعربي ومسلم مهما كان مجال تفوقه وبروزه. كنت قد كتبت هنا قبل فترة وجيزة عن برنامج على خطى العرب وأشدت بمبادرة الدكتور عيد اليحيى في إزاحة التراب عن أماكن وآثار وأطلال كانت منازل أو محطات لشعراء العرب، سواء أصحاب المعلقات أو من أتى بعدهم على مر تاريخ جزيرة العرب. كما كتبت عن برنامج (بدون شك) ووقوفه قانونياً مع أصحاب ظلامات ضد خصومهم أفراداً كانوا أو شركات أو حتى مؤسسات حكومية. وأمانة أقول إنني حين أشاهد مثل هذه النجاحات وغيرها فإني أرى أن الكتابة هنا عنها إنما هو من باب الشد على أيدي أصحابها وتشجيعهم لمزيد من العمل الناجح والتميز، خدمة لهذا الوطن والمجتمع.
برنامج (مرايا) الذي يقدّمه الكاتب الصحفي مشاري الذايدي مثال جديد لنجاحات إعلامية، وبرأيي أن ما يميز هذا البرنامج ومقدمه، هو الحرص على التوثيق، والإيجاز من غير إخلال مع الوضوح والبعد عن الشرح الممل أو الذي ينفر المتابع، لأنه يتضح الحرص على عدم الإطالة كسباً للمزيد من المتابعين، فالجمهور في معظمه يروم المعلومة الموجزة والمادة المركزة والقصيرة في نفس الوقت. وخصوصاً أن شاشاتهم الصغيرة التي تحملها أكفهم استولت على معظم أوقاتهم، وإن كان ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي هو في جزء منه سريع التحضير وليس بتلك القراءة الجادة والرصينة، إلى جانب مسألة موثوقية الأخبار والقصص أو المعلومات بشكل عام، وبالطبع ليس هذا تعميماً كما قلت فتلك الوسائط تلعب اليوم دورها الجماهيري وعبر العالم فلا نستهين بها إطلاقاً. أقول رشاقة الطرح لدى مشاري الذايدي وإحاطته بالمادة وحسن الإعداد، إلى جانب مهارة التقديم بالاستحواذ على انتباه ومتابعة المشاهد، مع جودة التوثيق كما قلت، كل هذه المزايا أعطت هذا البرنامج ومقدمه هذا الحضور الناجح. وحقيقة نحن بحاجة لمثل هذه البرامج لإيصال صوتنا باحترافية والدفاع عن قضايانا محلياً وعربياً، فقد نشط الآخرون للنيل منا ومن قضايانا وابتكروا لذلك شتى الوسائل والطرق، ونحن لا نعدم القدرات الفكرية والإعلامية للرد عليهم وتقديم الصور الإيجابية لدينا. مثل هذه البرامج يجدر بها أن تغلب على تلك المعلبة والمستوردة التي تسهم في تسطيح اهتمامات الجمهور وتشجيع الخواء الفكري وضحالة المعرفة.
ليست هذه دعوة إلى الكآبة أو التجهم، فالترفيه مطلب وحاجة والضحك والابتسام علاج للقلوب، إنما هناك خط فاصل بين الترفيه والتسلية والضحك الصحي وبين التهريج والإسفاف. عدا عن تلك البرامج المعلبة كما قلت والتي جلبت وتم تقديمها حتى بنفس اسمها الأجنبي في صورة تنم عن أزمة حضارية وعقدة نقص لدى مديري بعض قنواتنا الخاصة مع شديد الأسف، مما حدا بالآخرين لوصم بعضنا بالازدواجية أو الانفصام الاجتماعي. لست أدري عن جدية تطبيق ما تم تبنيه في مؤتمرات إعلامية عربية من قبل حول ميثاق الشرف الإعلامي، وعلى كل حال، ليت قنواتنا الفضائية تستشعر مسئوليتها الاجتماعية فتراعي سماتنا الحضارية والتي لا تصطدم مع روح العصر، فلدينا أمثلة ناجحة تنموياً وإعلامياً، فقط نحتاج إلى تعزيز حضورها وزيادة أمثالها، طابت أوقاتكم.