سعد السعود
نحن بارعون في (شيطنة) تصرفات المنافسين.. في حين لا نتورع عن إلباس رداء (الملائكية) لمن نحب مهما كان حجم السقوط وعدد المتجاوزين.. من حمل النبال قبل شهور.. هو ذاته من يمنح صكوك البراءة للاعبي فريقه الآن وللجمهور.. والمفارقة أن ذلك في نفس البطولة ولم تنس بعد الناس ما كان يقوله.. نمارس بصفاقة جلد الآخرين بلا رحمة.. ونتوارى بلا حياء عن محاسبة النفس ولو لمرة. ولذا لم أستغرب ما حدث من تعاطي بعد لقاء النصر واللخويا.. فقط تغيرت الأماكن واختلفت الزوايا.. وتحول الشامت لشاتم.. ليتبدل الأمر من التصفيق لأخطاء الحكم الياباني.. إلى البكاء على كوارث الحكم الكوري.. وحتماً لو حدث العكس -وقد حدث قبل شهور- لتبدلت فقط الأماكن من الجمهور.. في حين ظل السلوك كما هو بلا تغيير. كم من المتناقضات تضرب أطنابها في رياضتنا.. ولازال هناك من يعتقد المتلقي ساذجا لا يدرك ما يحدث من تباين في تعاطينا.. يتجاوز لاعب فريقه.. يبحث عن بدل العذر ألف عذر.. يتجاوز لاعب منافسه.. يحد سكين قلمه وفمه ويطالب بالنحر.. والمحرك الميول في كل ما نقول. يستصرخ اللجان التأديبية الآسيوية بكل ما يستطيع.. لتعاقب النجم المنافس المعتدي.. ذاته يحاول بكل ما أوتي التسطيح والتمييع.. لخطأ فادح للاعبه بل ويصرخ بأن الجميع ضدي. يردد الجمهوركلمات مسيئة وعنصرية.. فيصرخ بعض الإعلاميين: عار هذا وأي عار.. يردد جمهور الإعلاميين الصارخين ألفاظا أشد دونية.. فيصبح كل إعلامي من هؤلاء هو الأصم الأبكم أعمى الأبصار. يحضر مشجع في الملعب ضد فريقه أو يحتفل بهزيمة الآخر مع كعكة.. يضحي كل مشجعي ذاك الفريق بنظره هم جمهور سطحي يدار بعقليات الصغار.. يفعل ذات الصنيع من يشاركه العشق والانتماء.. يمسي لديه الأمر لا يتعدى تصرفا فرديا لا يعبر عن رأي الأنصار. يرتكب حكم أخطاء تغير نتيجة المباراة.. يبرر المستفيد بأن الحكم بشر.. يرتكب حكم آخر ذات الأخطاء وربما أكبر فتتحول إليه المعاناة.. فتصبح لديه الأمور مختلفة وذمة الحكم محل نظر. يتحدث عن الوطنية عندما يشارك فريقه.. فيستغرب تعاطي منافسيه ضده.. لكن بسهولة ينسى تلك الوطنية عندما يلعب خصمه.. فيشمت فيه ويتجاوز بالتطاول حده.. وكأني بزائر الليل نسي ما قاله عندما بزغ فجره. باختصار بوصلة التشجيع هي من تمارس اتجاهاتها على توجهاتنا.. عندما نعشق فريقا تصبح عين الرضا عن كل عيب كليلة.. وعندما نكره آخر نبحث عن أي مسمار حتى لو كامهترئاً لنطرقه في نعشه.. ولا تسألوا مع كل هذه المتناقضات عن حال المنطق ولماذا هو يختنق.. ولا تبحثوا كثيراً عن سبب تغير المعايير لديهم وما هو الفرق.. وأنصحكم بألا تطيلوا التفكير كيف تحولت الآراء من الغرب لأقصى الشرق.. فما زال الكثير من الإعلاميين ينسى في الصباح ما ردده بالمساء من عبارات مهنية وحياد.. فتلك عنده ليست سوى بهارات للبرامج لا تغني عن زاد.
جهاز الشباب على الانتظار!!
في حين أن الفرق التي لازالت في المنافسة هذا الموسم.. بدأت تحركاتها استعداداً للموسم القادم.. فشاهدنا الاتحاد مثلاً يوقع مع نجمي هجر الناظري والإبراهيم.. وسبقه النصر بالتوقيع مع عكاش الاتفاق.. وأعلن التعاون عن برنامج معسكره للموسم القادم وتعاقد مع شركة لملابس النادي.. وحتى القادسية الصاعد بدأ في وضع الخطوط العريضة لخطة عمله للاستعداد لدوري جميل.. وتأمين ما يحتاجه الفريق ليبقى. بالمقابل فإن أكثر الراسبين هذا الموسم وهو فريق الشباب.. والذي أصبح حاله لا يسر المحبين.. وتعاني إدارته من سخط الجماهير.. لم يفتح بعد أي ملف للموسم القادم.. ولم يتحرك باتجاه تأمين احتياجات الفريق ومعالجة النواقص التي نخرت بجسد الليث في منافسات الموسم الحالي.. التحرك الوحيد الذي تم في جنبات النادي هو إغلاق التدريبات قبل لقاء الاتحاد الدوري والذي يصنف تحت بند تحصيل حاصل.. ولذا لم ولن أستغرب قلق محبي الألماسي فكل ما يخشاه تكرر ما حدث لفريقه من مآس.. فهل نسمع جديداً يبعث على التفاؤل؟ أم يطول الصمت ليعيش المشجع بحالة ترقب وخوف لما هو آت؟!
آخر سطر
من أجمل ما قيل: لو رأيت الكل يمشي عكسك.. لا تتردد.. امش حتى لو أصبحت وحيداً.. فالوحدة خير من أن تعيش عكس نفسك لإرضاء غيرك.