سامى اليوسف
في ظرف ثلاثة أيام عالج النصراويون حالة الإحباط التي مروا بها عقب اخفاق فريقهم الكروي المرير في دوري أبطال آسيا، وفي المواجهة الحاسمة في الدوري للمحافظة على اللقب ، وأمام الغريم التقليدي برهنوا على نجاح علاجهم النفسي في انتشال اللاعبين من حالة الإحباط التعيسة الى حالة من التوازن ، بل والتعامل بإيجابية مع تطويع ظروف المباراة لمصلحتهم.
هذا العمل الخارق للعادة النصراوية يحسب للإدارة ، والمدرب، ولاعبي الخبرة لاشك، وقد أسهم بنسبة كبيرة في قلب موازين المواجهة لمصلحة الأصفر بعد أن كانت كل المؤشرات ، والمعطيات تصب في مصلحة الجار « الزعيم «.
انقلبت الأمور رأساً على عقب، وجاءت العوامل النفسية لتغطي على كثير من الأمور الفنية ، أو المواقف السلبية.
لا شك أن هذا الأمر رجح كفة النصر في المباراة ، اذا استثنينا الأمور والأخطاء التحكيمية التي أجهضت محاولات الهلال، ولكن على مدار موسم كامل كان ثمة حضور، وعمل اداري كبير داخل نادي النصر، واتخاذ لقرارات مفصلية مهمة، ومؤثرة في مسيرة الفريق تم اقرارها في تواقيت مناسبة جداً من أبرزها قرار الاستغناء عن المدرب كانيدا على سبيل المثال لا الحصر، وتكامل ملموس للعمل الاداري والفني وحتى جماهيري على مختلف الأصعدة منها ما يتم في مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي ، والتي علا شأن تأثيرها مؤخراً في مختلف الدول والمجالات.
هذا العمل بدأ منذ الموسم الفائت، وآتى أكله على أرض الواقع، وبدعم واضح، وملموس على مختلف الجهات، وأسهم في دفع عجلة الفريق للبطولات الثلاث التي تحققت، وكذلك في بلوغ دوري أبطال آسيا.
وكان يسير في خط متوازٍ مع هذا العمل دعم إعلامي « أصفر « منظم، ومرتب يوفر الغطاء لعمل الادارة والمدرب، والوقاية للاعبين والادارة كذلك.
تعاظم تأثير كل هذه العوامل مع تردي مستويات المنافس الأهم، والأكبر، بل والضلع الثابت في البطولات السعودية قاطبة، وأعني الهلال في ظل تردي أحواله الادارية وتضعضعها، والفنية حتى بات الفريق فاقداً للهوية، ولم يتبق منه سوى اسمه، مع تقلص لحالة الانضباط في أوساط لاعبيه، وانقسام جماهيره واعلامه بسبب مواقف، وتقلب آراء شرفييه بعد أن حل الانقسام الداخلي.
ولأن الهلال يبقى هو المنافس الأشرس وضعفه يولد قوة غير مباشرة لفرق أخرى جماهيرياً واعلامياً ، فقد كبرت فرق، وسجلت انجازات في ظل غياب الزعيم عن الساحة .
نبارك للنصر ادارة وشرفيين ولاعبين وجماهير البطولة، والمحافظة على اللقب للمرة الثانية، وتحقيقه التفوق اللافت على جاره الهلال لهذا الموسم ذهاباً وإياباً.
الهلال والاستحقاق المقبل
لاشك أن الهلال خسر كبرياءه في مواجهاته الأخيرة مع النصر سواء كانت الخسائر الأخيرة بسبب تحكيمي أو فني، فالمواجهات الأخيرة خلال الموسمين الماضيين كانت تصب لمصلحة الأصفر، ولكن هذه المرة خسر الزعيم قبل المباراة بسبب فشل الادارة ومستشاريها في بسط نفوذها وسيطرتها على معسكر الفريق من حيث الاعداد والتحضير النفسي للمواجهة، فقد ترك الحبل على الغارب لبعض النجوم في ممارسة تصرفات لا تليق باسم ومكانة الهلال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ثم في الملعب قللت من حجم نظرة واحترام الهلال لخصومه، بل والتعالي عليهم بثقة مفرطة لا تتماشى وتقاليد الهلال المعروفة.
لكن الوضع المقبل من حيث الاستحقاقات المحلية والاسيوية يستوجب اعادة ترتيب الاوراق والالتفاف مجدداً حول الفريق ولاعبيه ومدربه، والأهم اعادة حالة الانضباط لمعسكر الهلال، وتذكير لاعبيه خاصة الجدد منهم باحترام شعار النادي الذي ينبع من ضبط تصرفاتهم داخل وخارج الملعب، واحترام الخصم ، فالمواجهة الآسيوية تتطلب استحضار هيبة واسم وجماهيرية الزعيم في أذهان اللاعبين لأن البطولة هي الهدف الأول في المرحلة المقبلة ومطلوب ضمان التأهل لدور الثمانية، ثم الاعداد لمواجهة الاتحاد في كأس الملك.
إن احترام طموح جمهور الهلال، واسم الهلال، وتاريخه، من أسس نجاح أي لاعب واداري يأتي للعب أو العمل في الزعيم.
فواصـل
في كل مواجهة للنصر تشهد توتراً على استاد الملك فهد الدولي يتبادر الى الأذهان أسئلة عدة عن الأمور التنظيمية خاصة مع تكرار مشاهد الخروج عن النص.
الثلاثي: العنزي، أدريان وعوض خميس .. مفاتيح الانجاز النصراوي .. فهذا الثلاثي لعب دوراً فاعلاً في مباريات الأصفر.
مع انتهاء فترة تكليف الادارة الحالية للهلال يجب أن يقدم الهلاليون شكرهم للاداري فهد المفرج على ما قدمه في الفترة الماضية، ويستعينوا بالاداري منصور الأحمد أو من يقوم بذات أدواره.