الجزيرة - واس:
أكّد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أن انعقاد المؤتمر الجيولوجي الدولي الـ 11 له مؤشرات ودلالات عدة أولها أن الوطن أصبح منارة إشعاع في العالم لخدمة البشرية , آملا أن تكون الملفات العلمية في المؤتمر فاعلة ومفعلة . وقال سموه في كلمة له خلال حفل افتتاح المؤتمر الجيولوجي الدولي الـ 11 الذي نظمته الجمعية السعودية لعلوم الأرض أمس في جامعة الملك سعود , « كل يوم نسمع عن اكتشافات ببلادنا ونرى تفوقا علميا ، متمنيا سموه أن يجد علماء الجيولوجيا كنزهم المعرفي في الرياض, كما نوه بالكفاءة العلمية العالية للمشاركين في المؤتمر , آملا أن تتكلل أعماله بالتوفيق والنجاح . من جهته أوضح رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبدالله بن محمد العمري أن المؤتمر دافع حقيقي وفعال لتقدم العلوم والمعرفة بما سيظهره من مستجدات للأفكار والتقنيات في العلوم الجيولوجية بشتى فروعها , لافتا إلى أن تكرار المؤتمر أصبح ضرورة تمليها الظروف ويحتمها الواقع . وأبان أن الحكومة الرشيدة حريصة على تعزيز الاقتصاد الوطني وتخفيف اعتماده على النفط وإيجاد مصادر متنوعة للدخل ، للرفع من مستوى البنية الاقتصادية والتجهيزية وتنويع القاعدة الإنتاجية ، وانطلاقاً من ذلك قامت الجمعية السعودية لعلوم الأرض مؤخراً بمبادرات وطنية رائدة ، أهمها استكشاف موارد مائية جديدة وموعودة في الربع الخالي يمكن استخدامها مستقبلاً كاحتياط استراتيجي للتحلية, علاوة على ذلك تقوم الجمعية بدور فعال في تنشيط حركة البحث العلمي وخدمة المجتمع . وأفاد أن الجمعية أوجدت روابط علمية قوية مع المراكز العلمية المتخصصة ، إضافة إلى قنوات نشر مرموقة فرضت احترامها في المحافل العلمية الدولية منها المجلة العربية للعلوم الجيولوجية ، فتوزع في جميع أنحاء العالم بالتعاون مع الناشر الألماني (SPRINGER ) وتم إدراجها في فبراير / 2010 / ضمن قواعد معلومات المعهد العلمي العالمي (ISI) كأول مجلة عربية متخصصة في العلوم الجيولوجية. وشدد العمري على سعي الجمعية لتحقيق أهداف المؤتمر بالتميز ومواكبة متطلبات التنمية, وتسخير علوم الأرض للبحث عن الثروات الطبيعية من مياه وغاز ونفط ومعادن اقتصادية, بجانب ما تقدمه هذه العلوم من حلول لتخفيف المخاطر الطبيعية مؤكداً ضرورة تفعيل العلوم الجيولوجية ذات الطابع التطبيقي نظراً لمردوها الإيجابي على عجلة التنمية ، لاسيما وأن استثمار ثرواتنا المحلية والاعتماد على مواردنا الطبيعية هو خيار إستراتيجي في عصرنا الحاضر . وقال « إن جدول أعمال هذا المؤتمر يشتمل على عدد متميز من البحوث النظرية والتطبيقية وسوف تناقش فيه الكثير من القضايا المهمة التي تربط علوم الأرض المختلفة بالتنمية والبيئة « متطلعاً إلى نتائج علمية كبيرة سوف يكون لها الأثر على مجالات علوم الأرض . وأضاف العمري أن ما يميز هذا المؤتمر وجود نخبة من المتخصصين الدوليين في مجالات علوم الأرض المختلفة من الجامعات والمؤسسات العلمية والقطاعات الحكومية والشركات ذات العلاقة , مبينا أنه تم اختيار 155 بحثاً , بالإضافة إلى 6 محاضرات رئيسية وامتازت أوراق العمل التي تم قبولها بالتنوع وتغطية معظم علوم الأرض المختلفة من خلال اثني عشر جلسة ، بالإضافة إلى معرض جيولوجي مصاحب شارك فيه العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية والشركات الوطنية . كما ألقى وكيل جامعة الملك سعود للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبدالله بن سلمان السلمان كلمة نيابة عن معالي مدير الجامعة قال فيها « إن الجامعة بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة أخذت على عاتقها الريادة في الاستثمار بأغلى مصدر من مصادر الثروات الطبيعة وهو « الإنسان «, وجعلت من أهم أهداف وأولويات الجامعة الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتدريبية والبحث العلمي التطبيقي وخدمة المجتمع السعودي بشكل خاص والمجتمع البشري بشكل عام « . وأضاف أن الجمعيات العلمية التي تحتضنها الجامعة والتي وصلت إلى أكثر من (50) جمعية علمية بمختلف التخصصات, تعد رافداً قوياً من روافد البحث العلمي فلها كل العناية والاهتمام, إدراكاً لدورها في تنشيط حركة البحث العلمي, ونقل التقنيات الحديثة والشراكة مع القطاع الخاص فاستطاعت أن توجد روابط علمية قوية وتشكل قنوات اتصال دولية « . ولفت الدكتور السلمان النظر إلى أهمية ما يتطرق إليه المؤتمر الجيولوجي ، في استثمار الثروات الطبيعية الأرضية من مياه وبترول ومعادن وعلاقتها بالبيئة والتنمية المستدامة, مشيراً إلى الحاجة الماسة لهذه المؤتمرات العلمية لتصنع التوازن بين الواقع والمأمول بوجود تحديات كبيرة واحتدام المشاكل البيئية ومخاطرها المتعددة التي تهدد الحياة الإنسانية في ظل تسارع الجهود العالمية لإصدار القوانين والتشريعات التي تستهدف حماية كوكب الأرض . وأبان أن على الجميع التعمل بوعي مع البيئة كسلوك ديني والتزام أخلاقي أكثر من كونه التزاما قانونيا ، فالإنسان خليفة الله في الأرض وله الحق الاستفادة من جميع موارد الطبيعة وخيراتها, بشرط عدم الإسراف والمحافظة عليها وعلى جميع مكوناتها التي تضمن له ولغيره من الكائنات الحية بقائها بصورتها الأصلية التي خلقها الله عليها ، وإذا كانت البيئة إرثاً إنسانيا يهم كل شعوب الأرض . وأشار إلى أن هذا التجمع العلمي يمزج بين الدراسة والبحث من جهة والممارسة العلمية من جهة أخرى, هو ثمرة من ثمار قيام هذه الجمعيات فهذا الحدث المهم يُعلق عليه الآمال في أن تفضي مناقشاته وبحوثه وآراء المشاركين فيه لاستكشاف واستنباط تقنيات حديثة يستفاد منها في تعميق الوعي وتركيز الجهود لتحقيق التنمية المستدامة . حضر الحفل صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية, وعدد من المسؤولين .