خالد الربيعان
كم مرة تعاقدت الأندية والمنتخبات العربية مع مدربين، وكم هي عدد المرات التي فكرنا فيها بطريقة نستغل فيها هذا الحدث تسويقياً، خاصةً إذا كان هذا المدير الفني أو هذا المدرب نجم من نجوم الفريق وله شعبية جارفة بين الجماهير!
في أوروبا أصبح التسويق الرياضي يدخل في كل شئ وفي كل شاردة وواردة ، ينتظرون الفرصة السانحة للزج بالنشاط التسويقي في أي حدث رياضي صغير أو كبير، المثال الواضح على هذا هي مناسبة تجديد المدرب العالمي دييجو سيميوني لعقده التدريبي مع أتليتكو مدريد حتي العام 2020 !
الأمر لم يتركه مسئولو التسويق الرياضي في اتلتيكو ببساطة ، بل أطلقوا « هاشتاق» على تويتر قبلها بساعات للترويج لهذا الحدث الجميل والمفرح لجماهيرهم على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر و فيسبوك تحت مسمى:
#Simeone2020
جدد سيميوني عقده مع اتليتكو 6 أعوام قادمة بقيمة 4.4 مليون جنيه استرليني،وربحت إدارة النادي مدرباً واعداً لفترة كبيرة قادمة من الاستقرار والإنجازات ، فسيميوني الوحيد الذي جعل اتليتكو يحصل على 5 بطولات في أربع مواسم فقط !
الإقبال علي الهاشتاقفي تويتر من عشاق النادي سجل رقماً قياسياً احتل معه قمة الكلمات على تويتر لمدة قاربت على 7 أيام، قناة النادي على اليوتيوب وضعت الهاشتاق مع مقاطع فيديو كثيرة لإنجازات النادي مع سيميوني والألقاب التي أحرزها والنجوم التي جلبها وصنعها، ولقطات من مؤتمر وحفل التوقيع، كان الهاشتاق يجلب المشاهدين تلقائياً من تويتر، فارتفع عدد المشتركين فيها إلى 75 ألف مشترك!
الإبداع التسويقي لم يقف عند ذلك، بل إن إدارة التسويق الرياضي في أتلتيكو جعلت منه فرصة رائعة للترويج لمنتجات النادي وتذاكر الحضور، أطلقت عرض بخصم 50% أي نصف ثمن تذكرة لأول مباراة على ملعب اتليتكو « فيسينتي كالديرون» بعد توقيع سيميوني بشرط أن يدخل المشتري على موقع النادي لشراء التذكرة ويدخل الهاشتاق أولاً ! مما يعني آلاف الزيارات لموقع النادي و بالطبع نفاذ تذاكر الحضور !
أما المتجر فتم تدشين قميص يحمل اسم سيميوني مع تخفيض مناسب وعرض لطباعة أي رقم يختاره المشجع مجاناً! هذا بالإضافة لتأليف كتاب يحاكي قصة سيميوني مع النادي ، يباع مع شال أو قبعة تحمل صورة سيميوني، ويتم بيع وإطلاق هذا بالتزامن مع هذه الحملة !
والنتيجة كانت مبيعات خيالية لمنتجات النادي و إنعاش لخزائنه و مداخيله وزيادة لشهرة النادي عبر آلاف الاشتراكات على الموقع وآلاف المبيعات من التذاكر !
درس تسويقي
هذا الدرس التسويقي المبتكر والرائع للغاية يجب أن نطبقه في ملاعبنا، فكم من مرة تعاقدنا مع مدربين عالميين يتجاوزون شهرة سيميوني ! على مستوى الأندية وعلى مستوي المنتخبات ! , تعاقد المنتخب السعودي مع أساطير بحجم كارلوس ألبرتو بيريرا مدرب كأس العالم البرازيلي ، و الهولندي ريكارد، وغيرهم ولم يفكر المسوقين بالاتحاد السعودي بفكرة مثل هذه تحقق المداخيل للاتحاد وللمنتخب وتزيد من شعبية الأخضر السعودي أو الأندية .
على كل حال هي حسرات من الماضي تذهب ويبقى الأمل وتبقى الأمنيات فيما هو قادم .