الإنسان مهما أوتي من علم وخبرة لا يمكن أن يغطي كافة الأمور التي تواجهه، سواء أكانت الأمور سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية، أو فنية أو قانونية أو تشغلية أو شئون موظفين. فلابد من فريق عمل منوّع صاحب خبرة ومعرفة ودراية كل في اختصاصه وهذا ما يسمي البطانة.. والبطانة تعني في المعنى اللغوي باطن الشيء؛ أي داخله المحيط به والمساند والمقوِّي لظاهرة.. وتستخدم اصطلاحاً للتعريف بحاشية المسؤول، سواء أكان كبيراً أم صغيراً.
والبطانة نوعان بطانة صالحة وبطانة فاسدة. وحين تكون الأكثرية والغلبة للبطانة الفاسدة تفسد الأمور وتتجه إلى الطريق الخطأ. من مهام البطانية الصالحة وهم مجموعة أو أفراد أن يقدموا المقترحات والحلول والآراء وعلى صاحب الشأن اتخاذ القرار الصحيح.
أبوسعيد الخدري رضي الله عنه, أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ، ولا استَخْلَفَ مِن خَليفةٍ، إلا كانَتْ لَهُ بِطَانَتانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمعْرُوفِ، وَتَحُضُّهُ عليه، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ، وَتَحُضُّهُ عليه، والمَعْصُومُ مَنْ عَصمَ اللهُ). اختيار أو تعيين البطانة الصالحة ودورها الإيجابي في تقديم المشورة والرأي السديد للمسؤول، مهم جداً في التقدم والنمو، وهذا ما حرص عليه سعادة نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي حين عين وبموافقة مجلس الإدارة نواب رؤساء تنفيذين ونواب رؤساء ومديرين عامين من أصحاب الكفاءة والخبرة والممارسة العملية. إن بطانة نائب الرئيس أصبحت مصدر قوة سابك وتمركزها في قمة الصناعة العالمية. إنها بطانة صالحة مخلصة، بطانة قيادية تحب الوطن المُعطاء الغالي.
من أقوال الدكتور غازي القصيبي -رحمة الله- من كتاب «حياة في الإدارة»: (على صانع القرار ألا يتخذ أي قرار إلا إذا اكتملت أمامه المعلومات). إنّ اتخاذ القرار الصحيح السليم له طرقه وأساليبه، وهذا نهج سعادة نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي المبني على البطانة الصالحة داخل إدارات سابك. إن رؤية سابك مبنية على العالمية: (نصبح الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات). والحمد لله هذا تحقق ولا تزال تحقق المزيد، حيث إن سابك الآن تحتل المركز الخامس عالميا في قائمة «آي سي آي إس» لأكبر 100 شركة بتروكيماويات عالمي. كذلك الشركة الأكبر من حيث الرسملة السوقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فكانت بالإضافة إلى أنها تصدرت قائمة أكبر 500 شركة عربية والشواهد كثيرة، وهي لمْ تأت من فراغ بل بالتخطيط والإدارة الناجحة والمتابعة المستمرة من قِبل سعادة نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» والرئيس التنفيذي.
أخيراً سابك ناجحة بكل المقاييس المحلية والعالمية وإن شاء الله تستمر في طريق النجاح ما دام هناك بطانه صالحة في هيكلها التنظيمي من أعلاه إلى أسفله. سابك نجمة من نجوم الوطن الغالي ومن حقها علينا مساندتها ودعمها، وسابك أعادت لخزينة الدولة أكثر من 70 مليار ريال كأرباح في حصتها في رأس مالها. إنها سابك رمز العطاء والفخر والمحبة والدعم المستمر والتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.