مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى
والذكريات صدى السنين الحاكي
(أ. ش)
الخرج مدينة الجمال والإلهام:
من أسعد أيامي وأحلاها، تلك الفترة التي عشتها في مدينة الخرج - رغم قصرها -.
والخرج مدينة جميلة، باسقة النخيل، جارية العيون، رائعة التخطيط، أهلها كرام، لا تشعر بالغربة وأنت تعيش بين ظهرانيهم، جاراً أو زائراً أو سائحاً، مشروعاتها مطّردة، من أهمها: مشروع السهباء لتربية الأبقار وإنتاج الحليب والزبدة ومشتقاتهما.
أمضيت فيها ما يقرب من عام، فآسرني جوها وطبيعة أرضها، ومما زادني ولعاً بها تعرفي على مجموعة من أهلها وشبابها، وما زالت تربطني ببعضهم روابط الأخوة والزمالة، والاتصال والسؤال عن الحال والأحوال.
وقد حزنت عند مغادرتي لها، ولولا ظروف المعيشة والبحث عن العمل الأفضل وظيفياً لما غادرتها.
وقد ودعتها وداع المحب لحبيبه الذي يأمل أن يعود إليه ولو زائراً؟ ولسان حالي يردد مع شاعرها المبدع الأستاذ خالد محمد الخنين بعض أبيات من قصيدته الرائعة المنشورة في ثقافة الجزيرة يوم السبت 15 محرم 1436هـ بعنوان (جارة القمر).
يا جارة القمر الوسنان عل صدى
بما يبوح بهذا القلب قد خفقا
طوفي مغاني أيامي فإن بها
من رقة الوجد ما قد جاوز الفرقا
يكاد يقتل هذا السهد من أرق
إذا مضيت.. فهل تدمينني أرقا
يا نخل روحي والأيام عابرة
وما تخلف إلا الأه والمزقا
أنا وأنت وكل العابرين بنا
هذا الطريق فما أبقوا لنا طُرقا
أعانق الصبح في عينيك ملهمتي
كما يعانق عصفور الضحى الشفقا
- الطائف