حسن اليمني
إن ما يمكن قوله الآن هو أن الموقف السياسي السليم الذي وقفته بلادنا بتأييد وتحالف من دول عربية وإسلامية وصديقة، وحظي بشرعية من مجلس الأمن الدولي، لتحقيق هدف أخلاقي ومبدئي، كان في وجهه الآخر استجابة مخلصة للوجدان العربي والعقيدة الإسلامية والكرامة الإنسانية إزاء تمادي النعرة الطائفية والمذهبية التي بذرتها وأشعلتها ملالي قم في إيران كغطاء لطموحات فارسية صفوية، لا علاقة لها في حقيقة الأمر بالإسلام الحق، ولا آل محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأطغاها وزاد مطامعها خنوع واستكانة عربية، لا بل عمالة نحسبها مخدوعة لولا أنها رفعت عقيرتها على أوطانها وشعوبها؛ فعاثت فيها تدميراً وتخريباً؛ وكان لا بد من غضب وفعل بمستوى التحدي.
جاءت عاصفة الحزم لتوجه البوصلة لوجهتها الحقيقية، ليس في الموقف السياسي أو العسكري فحسب، وإنما أيضاً في العقل والفكر والعقيدة؛ ما حقق هذا التلاحم والإجماع الوجداني والفكري والوطني، وهي - بإذن الله - ستقود الجميع نحو الوجهة الصحيحة التي لا يختلف عليها اثنان نحو الهوية الإسلامية العربية التي وهنت وضعفت لفترة طويلة حتى صارت محل بحث واستكشاف مع ما زرع ذلك من حدة وتطرف في السلوك والفكر، جعل المجتمع الواحد ينقسم إلى كتل متناقضة، تتبارز وتتطاعن عبر وسائل الإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي، وتتقاذف بأبشع النعوت، وحتى وصلت الجراءة بالبعض إلى التخوين والمزايدة في الوطنية، بل الطرد من الملة، فكانت عاصفة الحزم في أبعادها التي لم يستكشفها البعض حتى الآن تأتي لتعيد القيمة العربية والإسلامية لمسارها الصحيح أمام كل العالم وليس إيران فقط.