د. عبدالواحد الحميد
يقول عضوان من أعضاء مجلس الشورى أن السعوديين يتناولون بقايا المبيدات الموجودة في المنتجات الزراعية المحلية، وأن مادة الزرنيخ السامة موجودة في الرز الذي نستورده من بعض الدول الآسيوية والذي هو مادة أساسية في غذائنا اليومي.
وبصراحة لم يعد المواطن يأمن المنتجات الزراعية التي يشتريها من الأسواق سواء كانت منتجات محلية أو مستوردة. فالأطباء يوصوننا بتناول الخضروات والفواكه، وبخاصة الورقيات الغنية بكل أنواع الفيتامينات الضرورية للجسم لكن الباحثين الذين يعرفون مكونات هذه الورقيات يقولون إنها مليئة أيضاً بالسم الزعاف.
فالذين يتاجرون بتلك المنتجات يهمهم شيء واحد وهو الربح وبأسرع وقت وبأسهل طريقة.. ولذلك نسمع حكايات مزعجة عما يجري في المزارع المحلية من سوء استخدام للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية واستخدام الصرف الصحي في سقي الأشجار التي نأكل ثمارها معتقدين أنها مخازن للفيتامينات والمعادن والألياف بينما هي قنابل موقوته تنفجر في أجسامنا في أي لحظة عندما يتراكم تأثيرها.
أما المنتجات الزراعية التي نستورها من الخارج فهي أيضاً تتعرض للمعالجة الكيماوية من أجل تجميل منظرها وتكبير أحجامها وحمايتها من التلف، فضلاً عن أعتى أنواع المبيدات والأسمدة التي تُستخدم في زراعتها. أي أننا نأكل منتجات محنطة غارقة في «مكاييج» كيماوية تسحق خلايا أجسامنا وتجلب لنا الأمراض بدلاً من الحصول على الفائدة الصحية المأمولة.
هذا الواقع الغذائي المزعج الذي ناقشه مجلس الشورى هو أمرٌ يعاني منه الناس ويتحدثون عنه ولا يعرفون كيف يتعاملون معه حتى أن هناك من يتفادى تناول هذه المنتجات إلا بعد غسيلها وتنقيعها بالملح والخل حتى تكاد تتحلل وتفقد مذاقها.
من المؤكد أن تداخل السموم الكيماوية مع المنتجات الغذائية هي مشكلة عالمية. وقد كنا نقرأ عن الأساليب الشيطانية التي تمارسها الشركات الأمريكية العابرة للقارات التي تزرع الموز في دول أمريكا اللاتينية وتستخدم أشنع أنواع الكيماويات والمبيدات الضارة وتقوم بتسويق بضاعتها القاتلة من الموز في جميع أنحاء العالم ما عدا في الولايات المتحدة التي تضع شروطاً صارمة لحماية المواطن من المستوردات الزراعية والغذائية.
نريد من مجلس الشورى أن يواصل الضغط من أجل حماية المستهلك، وقد قرأنا -طبقاً لجريدة الحياة- أن التوصية التي قدمها أحد العضوين لحماية المستهلك، وهو العضو منصور الكريديس، نجحت بينما التوصية التي قدمها العضو الآخر وهو طارق فدعق عن الزرنيخ الذي أسماه «السم الهاري» في غذائنا سقطت بسبب وجود دراسة لدى هيئة الغذاء والدواء تتعلق بنفس الموضوع وتتطلب ستة أشهر كيما تخرج نتائجها.
صحة المستهلك وسلامته تأتي قبل أي اعتبار، وقد بدأنا نسمع عن أمراض مستعصية تفتك بالناس بسبب الأغذية المسرطنة ولا يجوز أن ينتظر الناس حتى يتم استكمال دراسات متتابعة لا تنتهي ابداً. استفيدوا مما لدى الآخرين وخلِّصونا أيها الدارسون فصحتنا على المحك.