التنسيق بين الدول تستدعيه المستجدات والتطورات، وتحديداً ما كان منها يمس المصالح المشتركة، وهو حاضر لتوظيفه في حل مشكلة، أو عند البحث عن فرص جديدة للتعاون، كما أنه لا يغيب كلما كانت هناك حاجة إلى بناء تكتل للحيلولة دون الإضرار بأي من الدولتين الصديقتين.
* * *
حدث هذا ويحدث بين الدول الصديقة لمواجهة الإرهاب، وفي حالة الاعتداء على أي دولة تربطها بأخرى علاقات تعاون ثنائية من هذا النوع، ويحدث دائماً حين تلوح دولة بتهديد الأمن في دولة تربطها بأخرى علاقات تعاون وتنسيق، وهكذا مع قضايا كثيرة.
* * *
في العلاقات بين المملكة وأمريكا، هناك امتداد تاريخي طويل ومتنوع ومثير للانتباه بين الدولتين، تحكمها المصالح المشتركة، ويحميها مبدأ الاستقلالية، وحرية التصرف، وامتلاك كل دولة لقرارها السيادي، وتحديداً المملكة، رغم الفارق الكبير في القدرات والإمكانات بينهما.
* * *
وفي ضوء ذلك، وبناء عليه، ومع المستجدات في منطقتنا:
من الوضع في العراق، إلى الحرب في سوريا، إلى الموقف في اليمن، وامتداداً إلى الدور الإيراني في عدم الاستقرار بالمنطقة،كان لا بد من لقاء عمل في البيت الأبيض يجمع الرئيس الأمريكي وكلا من سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد قبل الانتقال إلى منتجع كامب ديفيد للانضمام إلى قادة مجلس التعاون للقمة التاريخية.
* * *
كان على قائمة جدول اجتماع البيت الأبيض مجموعة من القضايا الإقليمية التي دار الحديث حولها، والتفاهم بشأنها، كتمهيد لمؤتمر القمة الخليجية - الأمريكية، للعمل مع واشنطن -كما قال ولي العهد- لتخطي المصاعب، ووضع الأمور على مسارها الصحيح.
* * *
أبرز هذه القضايا كما أوضحها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي: من الخليج، والموضوع الإيراني، وقضية اليمن، والحالة في كل من سوريا والعراق، وغيرها كثير، أضاف بأن هناك لقاءات عمل تمت لكل من ولي العهد وولي ولي العهد، خارج لقاء الرئيس أوباما في البيت الأبيض، وقمة كامب ديفيد.
* * *
خرج الأميران من لقائهما بالرئيس الأمريكي بانطباع جيد، فقد شدد أوباما على الدور الرئيسي والحيوي للمملكة في مكافحة الإرهاب، وفي تعزيز الجهود الرامية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك تنظيم داعش، بينما كان للأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان تصريحات إيجابية، أكدا فيها على رسوخ علاقات المملكة التاريخية بأمريكا، ورضاهما عن اللقاء والمباحثات التي تمت مع الرئيس الأمريكي.
وغداً نكمل،،،