ناهد باشطح
فاصلة:
(أحب الجميع فليس الآخر إلا أنت)
-حكمة هندية-
عبارة فاقد الشيء لا يعطيه صحيحة، لأن فاقد الشيء لا يملك ما يمكن أن يعطيه الآخرين.
ولذلك من العبث أن يطلب الإنسان الاحتواء من أشخاص لم يجربوا من قبل حنان الوالدين.
وبالرغم من أن لدى الإنسان فرصة ليتخلص من آثار أخطاء الطفولة التي بالطبع لم يتعمدها الآباء مثل القسوة أو منع الطفل التعبير عن ذاته والأهم عدم خلق علاقة عاطفية مع الطفل الصغير والتعبير له عن الحب، إلا أن البعض يتجاهل مشكلته الحقيقية التي تكمن في رواسب الطفولة والنماذج التي برمجها في لا وعيه عن كثير من القناعات السلبية التي لا يواجه بها نفسه. ولذلك يكرر بعض الآباء والأمهات نفس تاريخ حياتهم مع أولادهم بنفس الأخطاء الوالدية.
الاحتواء فن، نوع من المشاركة التي لا يتقنها إلا أولئك الذين يعرفون معنى الهم الإنساني في احتوائك لأحد ما عليك أن تكون إنسانًا يمتلك أذنًا عاطفية فقط، فالباكي لا يحتاج أن تحلل له فائدة الدمع العلمية، والمحبط لا يحتاج أن تذكره بخطر الإحباط على صحته الجسدية.
في الاحتواء عليك فقط أن تؤمن بحق هذا الصديق أو الحبيب في التأوه بصوت مسموع لأنه فقط يبحث عمن يسمعه.
لكن كيف من الممكن أن يؤمن بهذا الحق من لم يجرب نعيم الاحتواء من أب أو أم أو إخوة.
الطفل الذي يعرف معنى الحب والاحتواء تنتظره حياة أسهل وأجمل.
قرأت مرة أن مسابقة في أحد بلدان الغرب طبعًا أجريت لاختيار أكثر الأطفال حنانًا، فاز طفل في الرابعة من عمره وكانت حكايته كالتالي:
(لاحظ الطفل أن جارهم المسن في حديقة منزله يبكي بعد أن توفيت زوجته، ذهب الطفل إلى الجار وجلس في حضنه، وعندما سألته أمه ماذا صنعت مع ذلك الجار، أجابها: لا شيء.. لقد ساعدته على البكاء)
الاحتواء العاطفي مهم جدًا في طفولة الإنسان وأولئك الذين حرموا من عليهم أن يعيدوا من جديد قناعاتهم تجاه الحب والأمان وأن يسامحوا من تسبب في حرمانهم العاطفي في طفولتهم.
الحياة لا تتوقف عند حادثة أو جرح الحياة مستمرة لمن أراد أن يحياها في سلام.