د. خيرية السقاف
أحيانًا حين أقرأ تعقيبات القراء الكرام حول المقال في يوم نشره يراودني شعور بأن أكثرهم هم شخص واحد، حين تكون كل كلماتهم في جزئية من المقال واحدة لا أحسب أنها محوره الرئيس في الأساس،..
المثال قريب عن هذا، هو تعقيبات الأعزاء قبل أيام عن مقال «في مرآة الواقع»، إِذ من البدهي أن الأرزاق يوزعها الله بين البشر، وهي تتفاوت.. ولم أشر إلى أن على المرء أن يوزعها على البشر في أقصى المعمورة، ويحرم نفسه منها.،
بلى، لم تكن المفارقات المعنية في المقال تقف عند هذه البدهية التي دارت حولها جل التعقيبات..!
ثم إلا أحد منهم يفضي باسمه الصريح الكامل...،
هذه سرابية التعامل مع الصحيفة الإلكترونية.،
وتظل أنت الكاتب الذي تسم ما تكتب باسمك الصريح، وحيث يقصدك قارئك يجدك بلحمك، وعظمك، بينما لن تستطيع أن تفعل ذلك أن شئت مع قارئك..،
فهل هذا الوهم جسر لأن تتعامل مع الواحد في عشرة، أو أكثر، أو أقل..؟!
ومهما تكن التعقيبات، ومن يكن المعقب للجميع كل التقدير، وبالغ الامتنان..
* * *
ما يستحقه التعليم، لتكون مؤسسته فعالة في التهيئة، والتأسيس، والبناء، والتمكين، والكفايات، والقدرات، من ثم في الإمداد، والتأثير، والتطوير، والتجديد، والابتكار، لا تزال المؤشرات إليه حتى الآن ضبابية يا د.عزام الدخيل..!!
* * *
المؤسسة الإعلامية على درجة بالغة في الأهمية، ولم يكن من جزاف القول، أو إلقائه على عواهنه أن وضعت سلطتها في درجة متقدمة مع السلطات التشريعية، القضائية، التنفيذية حين كانت تعني «الصحافة « وحدها..في أزمان تفاوتت فيها إجراءات، وإمكانات النشر الورقي، أفرادًا، ومؤسسات، وكانت قناة الفكر، والخبر، وحياة المجتمع، وأيكة الأدب،.. تديرها المواهب، وتنشئها الرغبات الشخصية، ويسخر لها المال، والجهد الخاص إلى أن أصبحت مؤسساتية، وغدت تمثل السلطة، والمجتمع، وتعنى بالسياسة الداخلية، والخارجية، حتى بعد أن أصبحت مهنة تدرس موضوعاتها الجامعات، والمعاهد والكليات المختصة، تقتحم مجالات عديدة، وتتشكل وفق احتياجات المعلن، والمستفيد، والقارئ العام، والخاص حيث اهتمت بالشأن الاقتصادي، والحدث اليومي على مستوى المحلي، والإقليمي، والعالمي، وأصبحت لها وسائل ناقلة غير الورق، المذياع، والفضائيات، ثم المجال الإلكتروني بكل إمكاناته ومنجزاته السريعة، الرقمية الافتراضية..
في ضوء هذا التسارع في تعزيز قيمة، ومكانة الإعلام ماذا سوف تفعل وزارة الإعلام عندنا للمواكبة السريعة، والفاعلة، والجديرة بمنافسة الإعلام العالمي، أن كنا ننافس على مثل هذا المكانة في مجالاتنا الأخرى.، ماذا تخطط له، وتعمل من أجله وزارة الإعلام بدءًا بالبيت الإعلامي الداخلي لرتق الشقوق فيه، وتمكين نسيجه منه، وتحسين آلياته فيه، وتمهيد وعورة طرقه، وتسوية نتوءاته، وانتهاء إلى مكانته شفافية، ومصداقية، ومواكبة واعية، وانتقاء حازم، وضوابط مكينة، وارتقاء بمضمون، وتطهير رواسب، ليتبوأ موقع السلطة بجدارة يا د. عادل الطريفي..؟!!
* * *
ستغفل عيناك عن تفاصيل الشجرة..
في حين تراها كاملة بجذعها، وأغصانها، وفروعها، وورقها، وثمرها..؟!
لكنك حين تنظر إليها بوعيك ستدرك تفاصيلها تمامًا..!!