تمثل المرأة نصف المجتمع من حيث التعداد السكاني وقد أعطى الله للرجل حق القوامة على زوجته وبناته وأخواته وأوصانا بالنساء خيراً ذلك لأن المرأة تقوم بالدور الأكبر في تربية النشء وفي الحفاظ على الأسرة والقيام بالمهام التي يتطلبها زوجها وبناتها وأبنائها هذا بالإضافة إلى الحمل والرضاعة والرعاية لأسرتها.
وفي كثير من الأحيان تكون المرأة مدرسة أو أستاذة في الجامعة أو مسؤولة أو موظفة في إحدى الدوائر الحكومية أو البنوك ولا يشغلها هذا العمل عن تربية أبنائها وبناتها وتلقينهم مبادئ الأخلاق وتوعيتهم وأحياناً مساعدتهم في دروسهم وتحرص بالدرجة الأولى على تربية الأولاد ذكوراً وإناث التربية الإسلامية الصحيحة لأن كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ونحن والحمد لله نربي أبنائنا على فطرة الإسلام الصحيح.
وإذا كانت الأم غير متعلمة وهذا نادر في زمننا الحاضر ولكنه كان منتشراً في عصور سابقة فإنها تعلم أبنائها وبناتها الأخلاق الطيبة التي توارثتها عن أمها في صورة حكايات وقصص فكم سمعنا من الأمهات الأميات اللاتي لا يقرأن ولا يكتبن ولكنهن خرجن رجالاً من العلماء والأدباء وأعيان في المجتمع يشار إليهم بالبنان وتبؤ مراكز مرموقة في الدولة ونشير هنا أن الأئمة الأربعة (الشافعي والمالكي والحنبلي والحنفي جميعهم تربوا ونشؤوا تحت أمهاتهم.
ولكن الملاحظ الآن أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تحتل الدور الأكبر في عقول الأبناء والبنات وما زالت الأم تجاهد لإيصال المفاهيم التي تعلمتها لأبنائها وبناتها لعل هذه المفاهيم تصل إليهم. وقد شقت المرأة طريقها في المجتمع الآن فأصبحت إلى جانب واجباتها الزوجية تقوم بوظيفتها الاجتماعية كطبيبة أو ممرضة أو مدرسة أو مسؤولة في الدولة حيث وصلت إلى أرقى المناصب كعضو في مجلس الشورى كما يتم ابتعاث الآلاف سنوياً للدراسة في الخارج هن ومحارمهن ونرى منهن من تخصص في البحث العلمي ووصلن إلى أعلى مستويات العلم في جميع التخصصات المطلوبة لبلدهن للمساهمة في تنميته ورقيه كل هذا مع الحفاظ على الأخلاق الإسلامية السمحة وعدم التساهل في المظهر الذي تتحلى به المرأة المسلمة ليكون لها اعتبارها وشخصيتها الإسلامية المستقلة.
والمرأة الآن قد تجد مشقة في تربية الأبناء والبنات وإيصال ثقافتها لهم مع وجود الشغالات والعاملات المنزلية والسائقين الأجانب من ثقافات مختلفة ومع انشغالها بالعمل في وظيفتها إلا أن المدرسة ووسائل الإعلام تساعد الأم في ذلك وقد قال شوقي الشاعر المعروف (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق).
فالمرأة هي أصل المجتمع وهي الأساس الذي يبنى عليه المجتمع بتنميته وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض عندما افتتح فعاليات المعرض والمنتدى الثالث (خطوة قبل التوظيف) (حيث أكد سموه بمشاركة المرأة في التنمية المستدامة بما يعزز ثقتها بنفسها ويدفعها نحو مزيداً من الانتاجية والإبداع) جريدة الجزيرة 13-6-1436هـ.
فتحية لكل أم تحافظ على عائلتها وتقوم بتلبية طلباتهم وتودي ما عليها من واجبات سواء في داخل بيتها أو خارجه وهي ملتزمة بآداب الإسلام سواء من ناحية السلوك أو المظهر الخارجي من حشمة في الملبس وأدب في السلوك. إن المرأة الآن تحمل بطاقتها الشخصية والخاصة بها الذي نأمل أن تفعل في المحاكم الشرعية والدوائر الحكومية مثل الجوازات والأقسام الأمنية الأخرى فهي لها مواردها المالية الخاصة بها ويمكنها أيضاً أن تستقل وتعيش بمفردها ولكنها بالطبع تفضل أن تكون بين أهلها وذويها.
ويجب أن نحترم خصوصية المرأة وقدراتها العقلية وإمكاناتها وتفانيها في رعاية أسرتها والقيام بواجباتها في عملها وفي خدمة مجتمعها فهي حجر الزاوية بالنسبة للأسرة وفي نهاية هذا المقال نود أن نشير أن هناك دراسة فرنسية على دماغ الرجل والمرأة بنصفيه الأيمن والأيسر حيث أن الجانب الأيمن من الفص له عمله وكذلك الفص الأيسر من حيث القدرات العقلية والعواطف والإحساس والاستيعاب... إلخ؛ حيث اتضح أن دماغ المرأة يعمل بنصفيه الأيمن والأيسر في وقت واحد من حيث الاستيعاب والفهم للمتحدث والمكان والزمن حتى وجوه الحاضرين أما الرجل فاتضح من هذا الدراسة أنه لا يستوعب إلا بنصف واحد من الدماغ ولا يستطيع استعمال نصف الدماغ في وقت واحد كما هو حال المرأة لذا فهي فعلاً تعتبر حجر الزاوية بالنسبة للأسرة تستحق منا كل شكر وتقدير فهي الأم والزوجة والأخت والبنت.