بُطُولَاتٌ مِن الحَدِّ الجَنُوبِي
إِضَاءَاتٌ بِتَارِيْخِ الشُّعُوبِ
سَتَرْوِيْهَا لَنَا الأَمْجَادُ سِفْراً
وَنَبْضاً فِي المَشَاعِرِ والقُلُوبِ
فَفِي نَجْرَانَ فِي جَيْزَانَ شَعْبٌ
يَزِيْدُ تَمَاسُكاً حِيْنَ الكُرُوبِ
دُرُوعُ بِلادِنَا جُنْدٌ وشَعْـبٌ
وَعَيْنُ اللهِ لا عَيْن الرَّقِيْبِ
مِن الحُوثِيِّ وَالمَدْعُو عَلَيّاً
إِذ احْتَشَدَا بِإِجْمَاعٍ مُرِيْبِ
هُمَا اتَّشَحَا بِخُبْثِهَمَا فَخَانَا
مُبَادَرَةً تَحُدُّ مِن الخُطُوبِ
مُبَادَرَةُ الخَلِيْجِ وَقَدْ أَطَاحَا
بِهَا مِنْ بَعْدِ تَوقِيْعٍ كَذُوبِ
قَد انْتَفَضَا عَلَيْهَا بِانْقِلَابٍ
عَلَى شَرْعِيَّةِ الهَادِي المَهِيْبِ
نُفُوذُ الفُرْسِ مَدُّوه خَفِيّاً
إِلَى اليَمَنِ المُمَزَّقِ بِالحُرُوبِ
وَلَكِنْ فُوجِئوا فَجْراً بِحَزْمٍ
بِعَاصِفةٍ فَضَاعُوا بِالهَبُوبِ
لَنَا وَطَنٌ بِه نَحْيَا بِخَيْرٍ
فَلا نَخْشَى مِن الزَّمَنِ الجَدِيْبِ
نَعِيْشُ بِه بِأَمْنٍ مُسْتَقِرّاً
فَمَنْ يَحِمِي حِمَى الوَطَنِ الحَبِيْبِ؟
سَيَحْمِيْه الَّذِي أَصْفَاه هَذَا
إِلَهُ النَّاسِ عَلاَّمُ الغُيُوبِ
لَه جَيْشٌ يدَافِعُ عَنْه بَرّاً
وَجَوّاً بَلْ وَفِي البَحْرِ القَرِيْبِ
بِه حَرَسٌ هُوَ الوَطَنِيُّ فِعْلاً
سَلُوا الخَفْجِيَّ عَنْ أَمْسٍ كَئِيْبِ
سَلاحُ حُدُودِه شَرْقاً وَغَرْباً
كَذَاك شَمَالُـه حَتَّى الجَنُوبِ
أَشَاوِسُ دَعْمُهُمْ شَعْبٌ أَبِيٌّ
إِذَا مَا ضَاقَ بِالزَّمَنِ العَصِيْبِ
إِذَا مَا الشَّعْب نَادَاهُمْ لِثَأْرٍ
لِنَجْرَانَ اسْتَـقَرَّ صَدَى المُجِيْبِ
فَصَعْدَةُ بَلْ وَمَرَّانٌ أَتَتْهَا
عَوَاصِفُ بِالشُّرُوخِ وِبِالثُّقُوبُ
بَدْتْ كَالعَصْفِ مَأْكُولاً رَمَتْهَا
أَبَابِيْلٌ لِتَغْسَقَ بِالوقُوبِ
فَعَصْرُ العُرْبِ آذَنَهُمْ بِفَجْرٍ
وَعَصْرُ الفُرْسِ يُؤْذِنُ بِالغُرُوبِ
خَلِيْجِيُّونَ فِي حَزْمٍ وَعَزْمٍ
وَفِي أَمَلٍ وفِي هَدَفٍ عُرُوبِي
بَدَا اليَمَنُ السَّعِيْدُ لَهُمْ حَزِيْناً
سِيَادَتُه بِوَضِعٍ مُسْتَرِيْبِ
أَزَاحُوا الفُرْسَ عَنْه فَعَادَ أَمْنٌ
وَعَادَ السَّعْدُ فِي يَمَنِ الوُثُوبِ
خَلِيْجِيُّونَ قَدْ نَصَرُوه جَاراً
فَنَصْرُ الجَارِ يُؤْخَذُ بِالوُجُوبِ
إِذَا مَا اخْتَلَّ أَمْنُ العُرْبِ يَوماً
بِبَاغٍ أَو بِهَيْمَنَةِ الغَرِيْبِ
فَإِنَّا فِي الخَلِيْجِ نَهُبُّ حَتَّى
تُعَادُ خَصَائِصُ الأَمْنِ السَّلِيْبِ
فَلا أَمْنٌ لَنَا مِنْ غَيْرِ أَمْنٍ
عِرَاقِيٍّ وَسُورِيٍّ وَلِيْبِي
إِذَا مَا العُرْبُ وَحَّدَهُمْ بِحِلْفٍ
حَكِيْمٌ حَازِمٌ فَالحِلْفُ لُوبِي
سِيَادَتُهُمْ سَتُحْمَى عَسْكَريّـاً
بِعَاصِفَةٍ مُوَجَّهَةِ الهُبُوبِ
- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل