التنظيم والتحكيم عينان في رأس أي نجاح لأي مسابقة أو بطولة رياضية، فهما الركيزتان الأساسية لتوفير الأمن والعدالة.
فالتنظيم الناجح يحفظ للبطولة أمنها جماهيرياً وادارياً وفنياً وبلوغ أعلى درجات النجاح ، والتحكيم يحفظ للمنافسة عدالتها ونزاهتها فيركز اللاعبون والمدربون والاداريون على تحقيق المتعة الكروية المنشودة تحت مظلة تحكيم عادل.
والمتتبع لتاريخ بطولات دوري أبطال آسيا يلحظ ضعفاً وتبايناً واضحاً في هاتين المسألتين الى حد الاضرار بتكافؤ الفرص والوثوق بالنتائج، والإقبال الجماهيري على منافساتها كخيار أساسي من بين الدوريات والبطولات العالمية الأخرى.
وتقارير المراقبين تسجل حالات من الضعف تضرب مفاصل هذه البطولة من حيث سوء التنظيم المتمثل في سوء أرضيات الملاعب ومرافقها، والحرص على توفير أمن وسلامة اللاعبين والجماهير، وضعف النقل التلفزيوني ورداءة جودته، والشكاوى المتكررة، والتي لا تتوقف، من سوء الأداء التحكيمي في جميع الأدوار وجل المباريات حيث تتدخل القرارات التحكيمية الخاطئة في تغيير مسار ونتائج المباريات، وعدم المحافظة على سلامة اللاعبين، والحاق الصرر البالغ ببعضهم الى حد توقفهم عن اللعب ، والاضرار بمستقبلهم الكروي ومصدر رزقهم، واثارة واحتقان الجماهير من جهة، وتوقف اللعب لفترات طويلة بسبب سوء ادارة الحكام للمباريات.
ثم نعود للاجراءات الانضباطية والمرتبطة بالتنظيم، فنلحظ تباين كبير في التعامل الحازم في القرارات الانصباطية التي تمس اللاعبين أو الأندية والاتحادات، فاللاعب الذي يخرج عن النص ويضرب الخصم داخل وخارج الملعب يصدر قراراً ضعيفاً بحقه لا يردعه أو يحد من تكرار التجاوزات المماثلة، والجمهور الذي يسيس الرياضة برفع شعارات معادية تعزز للكراهية والعنف، ويقذف بالفوارغ والمقذوفات النارية كالجماهير الايرانية على سبيل المثال لا تقابل بأي قرار رادع لها، أو لأنديتها، واتحادها.
هذا بخلاف أن البطولة تشهد انخفاضاً في مستوياتها الفنية بشهادة النقاد والمحللين المتخصصين ويصادق على كلامهم فارق النتائج المبير المتكرر في مباريات الشرق والغرب، فصل القارة الى قسمين دون توفير أي احتكاك لفرق غربها وشرقها إلا في النهائي، عدم ثبات المستويات للاعبين والفرق بصفة عامة، ومشاركة فرق ضعيفة جداً تضر بقيمة الجودة الفنية المطلوبة للبطولة.
كل هذا التراجع أو الانحدار في التنظيم والتحكيم، والذي أفرز تواضعاً فنياً، وسوءً انضباطياً لم يلق له اتحاد القارة بالاً أو أهمية لدراسة أسبابه، وبحثها، والعمل على تلافيها للتطوير بدليل تكرار هذه الأخطاء بذات السيناريو مع اختلاف مسميات الفرق وملاعب المباريات في كل نسخة دونما جدية في التعامل معها.