جاسر عبدالعزيز الجاسر
تصنف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وما تنجزه الفعاليات والجمعيات والأندية المرتبطة بها من أدوار بقوة ناعمة تدعم الدول وتعظم من نفوذها وحضورها الدولي والإقليمي.
فالعالم جميعه يعرف البرازيل بسبب كرة القدم، ويعرف أنديتها ولاعبيها أكثر من مصانعها وحتى الطائرات والسيارات التي تصنعها، فالجميع يعرف اسم بيليه، ولكنه لا يعرف اسم الطائرة التي تصنعها البرازيل، مثلها جارتها الأرجنتين وشهرة لاعبها مارادونا تفوق شهرة كل رؤساء جمهورية الأرجنتين الذين تعاقبوا على رئاستها، أما إسبانيا فناديها ريال مدريد من العاصمة وبرشلونة من إقليم كتلونيا هما الأكثر شهرة في العالم، كذلك تشلسي من بريطانيا وسان جرمان من فرنسا وبايرن ميونخ من ألمانيا.
عناصر من القوة الناعة تزيد من رصيد الدول لدى الشعوب الأخرى، وتضيف لهم محبين ومؤيدين، ولهذا فلا عجب أن يستثمر هذا الحب والامتداد الثقافي الرياضي لخارج الحدود لتحبيب وتجميل وتقديم تلك الدولة خارج حدودها، فهناك مئات الآلاف، وقد يصلون إلى ملايين المشجعين الذين يعشقون مسي ورنالدو وتشكلت خارج أسبانيا وبريطانيا روابط وأندية وأكاديميات رياضية تحمل أسماء الأندية الأسبانية والبريطانية تعبيراً عن إعجابهم بفنون لاعبي تلك الأندية، وأصبح الكثير من الناشئة الذين يقلدون أولئك اللاعبين.
الخبراء يعدون هذه الإضافات الرياضية قوى ناعمة تدعم قوى ونفوذ الدول، بل وتسهم في تنمية اقتصادها والتعريف بها، ولكن هذه القوة يمكن أن ترد سلباً على تلك الدول لو أن أندية ولاعبي تلك الفرق ارتكبوا أخطاء وقاموا بأفعال مسيئة ومشينة تنال من الروح الرياضية وقضت على المتعة الرياضية التي يبحث عنها من يتابعون المباريات الرياضية.
زين الدين زيدان اللاعب الفرنسي الذي كان يجبر مئات الآلاف من المعجبين على متابعة فنه الكروي والذي كان يمثل إضافة فنية وثقافية لفرنسا، فقد كل ذلك عندما (نطح) لاعب إيطالي (خصم) في نهائيات كأس العالم تلك النطحة اعتبرت جرماً وخروجاً على الروح الرياضية.
خروج عن النص، وخطيئة واحدة جعلت كل تاريخ زين الدين زيدان يتبخر، وأفقد فرنسا كثيراً من وهج القوة الناعمة التي حصلت عليها بعد حصدها لبطولة كأس العالم.
هذه دروس رياضية يتجاهلها ويخرقها الإيرانيون، بل وحتى يدوسون عليها بأرجلهم في عهد ملالي إيران.
ولكثرة ما ارتكبت الأندية الرياضية الإيرانية ولاعبوها من مخالفات تصل إلى درجة (الموبقات) أصبحت الأندية الإيرانية ملازمة لكل التجاوزات التي تشهدها الملاعب الرياضية، وأصبح ملعب (إزادي) اسماً مرعباً لكل الفرق الرياضية التي تلعب في طهران، إذ إن كل من لعب هناك عاد يشكو سوء المعاملة وتلقيه شتائم الجماهير وإيذاءهم هم واللاعبون، وبدلاً من أن تضيف إيران إلى تاريخها الثقافي والرياضي قوة ناعمة مؤثرة، أضافت سجلاً أسود مليء بالإساءات جعلت الجماهير الرياضية تشمئز من ذكر أسماء الأندية الرياضية الإيرانية.