من الذي يقف خلف تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب في القديح بمصليه يوم الجمعة الماضي، بينما كانت تقام فيه الصلاة ظهراً، في عمل إرهابي جبان؟ هل هي داعش كما أعلنت، أم الأب الروحي لهذه الجماعات الإرهابية؟ سيان أكانت داعش أم الدولة الفارسية أم جهة أخرى ولو بشكل غير مباشر من خلال هؤلاء الذين ينفخون في عقول الشباب ثقافة التدمير والقتل والإرهاب بكل أصنافه.
***
إنه عمل خسيس، ودنيء، ونذل، ويرتقي إلى مستوى كل أنواع الخسة، والانحطاط، وغياب الإنسانية، والشهامة، والمروءة، والأخلاق، بحيث لا تكفي كل الكلمات النتنة في وصف هذا النوع من البشر. ولن تكون قواميس اللغة قادرة على إسعافنا لاستحضار ما يليق بهؤلاء المجرمين من الكلمات؛ كي نقولها عنهم.
***
في يوم جمعة، والصلاة ظهراً، وفي أول جمعة في الشهر الذي يسبق شهر رمضان، يأتي هذا المجرم الوقح، دون خوف من الله، أو تفكير بالحياة وما بعد الموت، ليفجّر نفسه وسط أمواج من البشر، جاؤوا لذكر الله، وإقامة الصلاة، يلفهم الخشوع، وتسودهم الطمأنينة، وتحيطهم محبة الله ورضاه - إن شاء الله -، بينما لا يجد مجرم كهذا، ومرجعيته من المجرمين، إلا أن يفعل ما فعله في المواطنين الأبرياء.
***
ويل لهذا المجرم، ولمن وجَّهه لفعل ما فعل، من رب سوف يجازيهم على جرمهم، ويحاسبهم على ما أقدموا عليه، وينتقم منهم للأبرياء الذي استُشهدوا في حرم الله، وفي أرض طاهرة، تُقام فيها الصلاة خمس مرات في اليوم، قِبلتهم فيها باتجاه الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، ورجاؤهم ودعواتهم أن يرضى عنهم رب العالمين، وهو السميع العليم، فإذا بهم يلاقون حتفهم في بقعة من أطهر بقاع الأرض، وخلال أدائهم ركناً من أركان الإسلام الخمسة، في يوم من أفضل الأيام، وصلاة فيها من الفضل والخاصية ما هو معروف لدى كل المسلمين.
***
ومجمل القول: إن إذكاء روح الطائفية، واستحضار تاريخها، وصولاً إلى إثارة الفتنة، وزعزعة الاستقرار، وخلق عداوات بين أبناء الوطن الواحد، وخلط أوراق الدين بأوراق السياسة بأوراق الأمن، ضمن أجندة مَن يتآمرون علينا في الداخل والخارج، هي لعبة مكشوفة وخطيرة ومدمرة؛ وينبغي أن نتصدى لها بفكرنا وأخلاقنا، بموروثنا الجميل، وديننا الذي يقول لنا ولغيرنا: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.
***
رحم الله من استُشهد من المصلين، والشفاء العاجل للمصابين، والعزاء للمكلومين من ذوي الموتى، واللعنة والعار لمن ارتكب أو ساهم في هذا العمل الإجرامي الجبان.