تزايدت الآمال المعقودة على القمة الخليجية- الأمريكية في كامب ديفيد، لأنها ستمثل محطة مهمة في مسيرة العلاقات الثنائية بين (الاتحاد الخليجي) والولايات المتحدة الامريكية، وهي علاقات أثبتت طوال العقود الماضية أنها نموذج للعلاقات الراسخة التي ظلت قوية برغم ما يظهر في بعض الأحيان من تباين في وجهات النظر بين الجانبين إزاء بعض الملفات؛ لأنها تستند إلى الاحترام المتبادل وقاعدة من المصالح المشتركة، فواشنطن تدرك مدى فاعلية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باعتباره أهم المنظمات الإقليمية الفاعلة في المنطقة العربية، بالنظر إلى ما يقوم به من أدوار بناءة إزاء كثير من قضايا المنطقة، ولما يتخذه من مواقف ومبادرات تعزز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ولهذا تحرص الولايات المتحدة الأمريكية باستمرار على التنسيق والتعاون معه في تعاملها مع ملفات المنطقة وقضاياها المختلفة.
أما مجلس التعاون لدول الخليج العربية فيدرك أهمية الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها قوة رئيسية في معادلة الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ويمكن أن تقوم، بالتعاون مع دول المجلس، بدور أكبر في تسوية أزمات المنطقة المشتعلة، وإرساء أسس جديدة تضمن للجميع، دولاً وشعوباً، العيش في أمن واستقرار ورخاء وسلام.
الرئيس اوباما في مقابلة خص بها صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية قبيل الاجتماع ذكر أن ايران «منخرطة في تصرفات خطيرة ومزعزعة لاستقرار دول مختلفة في أنحاء المنطقة بما في ذلك دعم ايران لجماعات ارهابية»، وأن ذلك يبرر اهمية الوصول إلى اتفاق لكبح طموحات طهران النووية. ولكنه دافع عن التواصل مع طهران قائلاً انه وسيلة لدمج ايران في المجتمع الدولي وتعزيز زعمائها الاكثر اعتدالاً.
لا شك بأن (عاصفة الحزم) في اليمن قلبت موازين القوى في المنطقة وأعادت حسابات كثيرة في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض مما جعل الرئيس وصانعي السياسة الأمريكيين يعيدون حساباتهم. ويعلم الخليجيون والرئيس الأمريكي نفسه بأن الاتفاق النووي، سوف يرفع معظم العقوبات الاقتصادية ضد إيران، وبالتالي سيطلق سراح عشرات المليارات من الدولارات من الأصول المجمدة والتجارة الحرة والاستثمار، وسيسمح لإيران بالتدخل أكثر مما هي عليه الآن بالفعل في نزاعات العراق وسوريا ولبنان واليمن وربما البحرين، بل انها ستحاول -ايران- باستماتة في تلك الدول بعد خسارة ورقة الحوثيين في اليمن وتراجع شعبية نصرالله في لبنان أن تحرك اصابعها بالتخريب ودعم الإرهاب والتحالف مع الخوارج (داعش) كما فعلت مع القاعده لزعزعة أمن المنطقة الخليجية.
أثناء الاجتماع في اليوم الأول مع القادة الخليجيين في كامب ديفيد يوم الخميس 14 مايو 2015 أطلع الرئيس أوباما ضيوفه على آخر تطورات الملف النووي الإيراني والمفاوضات مع طهران: مطمئناً الزعماء الخليجيين بتقديم ضمانات لهم بشأن الملف النووي الإيراني.
مسؤولون أميركيون قالوا إن القمة ستعيد التأكيد على العلاقة الإستراتيجية القائمة منذ أكثر من نصف قرن كحجر زاوية لسياسة واشنطن بالشرق الأوسط، مضيفون بأن استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تتبعها الولايات المتحدة ما زالت تعتمد بصورة كبيرة على التعاون القائم مع الدول العربية ذات القوة والنفوذ بمعنى ان المملكة العربية السعودية هي فرس الرهان في هذه القمة كونها أكثر دولة حققت انجازاً في مكافحة الإرهاب الدولي.