تعقيباً على مقال (ماذا يعني أن ننتقد) فإنه يعد النقد لدى البعض هواية تستهويه، فأصبح بها مريضاً تكاد لا تسمع له مديحاً يذكر، وعلى شفتيه دائماً عبارات مثل: ناقص، لا يوجد، نفتقر إلى! وغير ذلك. وعلى وجهه تشاهد الامتعاض والأسى، فهو معول هدم للمعنويات، باعث على القلق، دافع إلى الملل، غايته الكمال في الشيء، لا النجاح في الشيء، فالنقد عنده أسلوب حياة يخفيه تحت ستار النقد البناء.
إن من ينتهج مثل هذا النهج، يدفع بنفسه نحو الحياة بسلبية ويبتعد عن الحياة الإيجابية، يبحث عن النواقص دائماً ولا يشاهد الصورة الكلية! أهدافه التطويرية ذات النظرة السلبية تؤثر على رغبة الآخرين في العمل، فالنقد يحتاج أسلوبا وطريقة وعبارات متناسقة وقريبة، نذكر بها الإيجابيات قبل السلبيات، نمدح لا نجرح، فمن يريد واقعاً جميلاً لابد أن يكون أسلوبه غير عليل، فمن الممكن أن تقول: منظر جميل، ويزداد جمالاً بـ ..، أفضل من: منظر ينقصه الكثير..!
عند النقد تواصل بفن ووضح بأدب، أمدح الأداء الجيد والعمل المتقن، واذكر أماكن التطور كمقترحات وأفكار، حينها يكون لدينا نقد بلا هواية.
منصور المطيري - سدير