لم تكن الجريمة النكراء التي أقدم عليها أحد المغرر بهم في يوم جمعة وفي بيت من بيوت الله في قرية القديح موجهة إلى أهل القديح ولا إلى إخوتنا الشيعة وحدهم، وإنما كانت موجهة ضد الوطن بأسره والمجتمع بكل فئاته، وقد كان هدفها إثارة الفتنة وزعزعة الأمن وهدم البناء الاجتماعي في مهبط الوحي وقبلة المسلمين، وإن أهم وأعظم ما تواجه به الوعي بأهدافها والتوحد للتصدي لها وقطع الطريق على الفتنة ومن يسعون لإثارتها، وهيهات لأعداء الدين والوطن أن يحققوا مآربهم بإذن الله وتوفيقه، وهيهات للباطل أن يزهق الحق، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون:
أَرِقْ دِمَانَا وَسِرْ فِي دَرْبِ مَنْ كَفَرُوا
وَسُلّ جَهْلَكَ واتْبَعْ كُلَّ مَنْ خَسِرُوا
وَاضْرِبْ بِسَيْفِ عِدَانَا كَيْ تُفَرِّقَنَا
وّاسْعّدْ بِإسْعَادِهِمْ وَافْجُرْ كَمَا فَجّرُوا
وَمُتْ كَمَا شِئْتَ مِنْ حِقْدٍ وَمِنْ كَمَدٍ
فَمَا وَرَبَّكَ تَلْقَى غَيْرَ مَنْ صَبَرُوا
وَمَا تَرَى غَيْرَ أَحْرَارٍ يُوَحِّدُهُمْ
دِينٌ وَيَجْمَعُهُمْ فِي مَوْطِنٍ قَدَرُ
نَحْنُ القَدِيُح جَمِيعَاً رَغْمَ نَابِحَةٍ
مِنَ الكِلابِ وَمَنْ بِالأهْلِ قَدْ غَدَرُوا
نَحْنُ القَطِيفُ وَإِنْ كَادَ العُدَاةُ لَنَا
وَأَهْلُهَا أَهْلُنَا البَدْوُ وَالحَضَرُ
نَخِيلُهَا فِي مَآقِينَا مَغَارِسُهُ
وَحُبُّها فِي شَغَافِ القَلبِ يَزْدَهِرُ
خَابَ الغُلَاةُ وَخَابَتْ كُلُّ زُمْرَتِهِمْ
وَمَنْ وَرَاءَهُمُ بِالشَّرِّ يَأتَمِرُ
لَنْ يُدْرِكُوا غَايَةً فِينَا وَلَا أَمَلاً
وَلَنْ يَرَوْا غَيْرَ آسَادٍ هُمُ الظَّفَرُ
فَنَحْنُ أَحْبَابُ آلِ البَيْتِ قَاِطِبَةً
مِنَّا عَليٌّ وَمِنَّا وَيْحَهُمْ عُمَرُ
وَلَنْ تُفَرِّقَنَا يَوْمَا مَكَائِدُهُمْ
نَحْنُ الوَفَاءُ إذا هُمْ كُلُّهُمْ خَفَرُوا
عَلَى الهِضَابِ بِنَجْدٍ بَعْضُ مَوْطِنِنَا
وَفِي عَسِيرَ بُيُوتٌ مِلؤُهَا الفَخَرُ
وّحّوْلَ مَكَةَ صَانَ اللهُ كَعْبَتَهَا
أكَارِمٌ ذِكْرُهُمْ فِي النِّاسِ مُشْتَهِرُ
وَفِي الشَّمَالِ ألا يَا طِيبَ عِزْوَتِهِمْ
أشَاوِسٌ لِلنَّدى أَرْوَاحَهُمْ نَذَرُوا
وَبَيْنَ تَارُوتَ وَالأَحْسَاءِ كَمْ حَفَلَتْ
بِالمَكرُمَاتِ وَكَمْ جَادَتْ بِهَا هَجَرُ
حَبْلٌ مِنَ اللهِ بِالإيمَانِ يَجْمَعُنَا
وَمَوْطِنٌ بِالهُدَى وَالعِزِّ يَعْتَمِرُ
رحم الله شهداءنا في القديح وجبر مصاب ذويهم ومصابنا فيهم، وعجل بشفاء المصابين، وحفظ وطننا من كيد الكائدين وجهل الجاهلين، ونصر الحق وأهله، وخذل البغي والبغاة، إنه سميع مجيب.
- د. أحمد بن عثمان التويجري