فهد بن جليد
يعرض التلفزيون المصري في رمضان هذا العام 11 مسلسلاً، وعملاً درامياً، دفع مقابلها 21 مليون جنيه مصري، وهي تكلفة أقل من تكلفة رمضان الماضي رغم الزيادة في عدد الأعمال، فما السبب برأيكم؟!
السبب كما أعلن قطاع الإنتاج أن كبار الفنانين المصريين المشاركين في هذه الأعمال، لن يحصلوا على 50% من أجورهم بهدف مساندة التلفزيون المصري ليعود الشاشة الأولى (للمواطن المصري) والعربي أيضاً، هؤلاء الفنانين كما يقول نائب رئيس قطاع الإنتاج (اختاروا الوقوف إلى جوار شاشة الشعب المصري) وتكاتفوا من أجل خروج هذه الأعمال للنور، حيث ينتج التلفزيون عمل واحداً، ويتيح لشركات الإنتاج تقديم البقية!
ونحن نقرأ مثل هذا لخبر الذي يؤكّد أن تعافي الدراما المصرية جاء من الفنانين أنفسهم، وليس من القطاع الذي ظل عاجزاً عن تلبية مطالبهم, ودفع أجورهم العالية، نقول لعل الصورة في الدراما الخليجية تصيبها العدوى هي الأخرى، وخصوصاً أن فنانوناً يعولون على رمضان الشيء الكثير، ويعتبرونه (موسم الإنتاج) وتغطية مصاريف السنة كاملة، فها هي الدراما السعودية تستمر أيضاً في معاناتها لسنة جديدة، بين ضعف الإنتاج، وقصور التعميد؟!
الفنان يعتقد أن من حقه الحصول على أرقام مليونية مقابل (عمل درامي) أسوة بزميل آخر، سبق أن حصل على تعميد (مشابهة)، بينما التلفزيون يعتقد أن واجب الفنان السعودي (الاجتماعي) و(الوطني) المساهمة في تقديم عمل درامي (لتلفزيون المملكة)!
الخاسر الأكبر في هذه المعادلة هو (شاشة التلفزيون السعودي)، فالمشاهد أمامه خيار متابعة نجمه المفضل، ومُناقشة موضوع (سعودي محلي) درامياً أو حوارياً، من خلال قناة خليجية أو عربية، تقدّم المنتج السعودي، للمشاهد السعودي، وبرعاية معلن سعودي!
معادلة معقدة ومؤلمة، قضايانا، يعرضها الآخرون لنا عبر شاشاتهم، بتصوير شوارعنا وحياتنا، وبرعاية إعلانية من شركاتنا، فمن المسؤول عن هجرة قضايانا، وأموالنا للخارج؟!
وهل سيستمر الطرح بهذه الطريقة، أم أننا في حاجة تحرك شبيه بما حدث في مصر؟!
هناك طرف يجب أن يتنازل، ويتحرك نحو الآخر، هل هو المنتج؟ أم المذيع؟ أم الفنان؟ أم التلفزيون؟ الله أعلم؟!
المؤكد أنه ليس (المشاهد)!
وعلى دروب الخير نلتقي.