طالعتنا صحيفة الجزيرة لعدد يوم الخميس 18 رجب 1436هـ بخبر في صفحتها الثامنة تحت عنوان (أمير الرياض يدشن الحملة التوجيهية - شموخ -) التي تنظمها هيئة الأمر بالمعروف وتهدف إلى مكافحة الابتزاز، فمع بزوغ فجر الطفرة التكنولوجية وعصر السماوات المفتوحة، وظهور وسائل الاتصالات الحديثة وشبكات الإنترنت والقنوات الفضائية، وقعت الكثير من الفتيات في شَرك قضايا الابتزاز.
تلك الظاهرة التي بدأت في الانتشار سريعاً كالهشيم في النار، ثم استفحلت وتطورت أساليبها وطرقها، واتحد الهدف باستغلال الفتاة ماديًا أو جسديًا وانتهاك محارم الله بالسيطرة على قلب الفتاة وعقلها متسبلين إلى ذلك بمعسول الكلام وأرتال المشاعر المزيفة ومن ثم إشباع رغبات المبتز.
وفي معرض الحديث أذكر قصة إحدى الفتيات في المرحلة الثانوية، كانت تعاني ظروفاً صعبة وأبوين منفصلين، فوجدت ملاذها إلى شاب تعرفت إليه عبر مكالمة خاطئة، وتطورت العلاقة لتصل إلى محادثات فيديو على الماسنجر وتبادل الصور، لكن الخبيث قام بتسجيل كل مكالماتها معه، وطلب منها الخروج وحين رفضت وأخبرته بأنها تريد التوقف عن المكالمات ظهر بوجهه الحقيقي، وبدأ يهددها بفضحها ونشر مكالماتها عبر البلوتوث إذا ما حققت مطالبه، وذهبت تطلب العون والمساعدة وتم تحويلها للهيئة وقُبض على الشخص الذي كان يبتزها ولله الحمد..
فتاة أخرى...كادت تهم بالانتحار خشية الفضيحة والعار.. وبعد تسقّط الأخبار عنها اتضح أنها تورطت بعلاقة مع شاب مستهتر ظنته صادقاً حين ادعى أن قصده شريف وأنه يريد الزواج بها فصدقته وانقادت إليه حتى وقع الفأس بالرأس...
وغالباً ما يكون الابتزاز مادياً، أو باستمرارهنّ في العلاقة الآثمة، وحال رفض الفتيات للتهديدات يقوم المبتزّ بإفشاء العلاقة للأب، أو الأخ، أو حتى للزوج، بل قد يصل الأمر إلى نشرها على الإنترنت.
إن الاستخدام السلبي للتكنولوجيا والتقنية الحديثة عنصر مهم في انتشار هذه الجرائم التي يستغلها ضعاف النفوس لتحقيق أهدافهم الدنيئة في استهداف الفتيات وتهديدهن بالفضائح...
يقف ضعف الوازع الديني في قائمة الأسباب الدافعة بالفتيات إلى هذا المصير، ويليه إهمال الأهل لرقابة بناتهن وكذا غياب الحوار بينهم، وفقدان العاطفة والحب في كثير من البيوت مما يحدوهم إلى البحث عن ذلك خارج المنزل.
ولا ننسى ما للفراغ من أثر بالغ في الانحراف الخلقي..
لذا لا بد أن نقي فتياتنا من الوقوع في براثن الابتزاز بتقوية الوازع الديني في نفوس الأبناء، وتغذية أرواحهم وقلوبهم بالعطف والحنان وعلى الأخص الفتيات لحاجتهن الماسة إليه حتى لا نجبرها للبحث عما يشبعها عند الآخرين..
على الأم أن تكون صديقة لابنتها، وعلى الأب أن يُدلل ابنته بجميل القول ولطيفه ويغرقها بالحب حتى يكون هو الرجل الأول في حياتها.. والتنبيه والحرص من استخدام أجهزة الجوالات في تصوير أفراد العائلة من الإناث خصوصاً؛ لأنه قد يُفقد الجهاز أو يُسرق فيقع في أيدي من لا يخافون الله.
ونشد ونهيب على الفتاة التي قد تقع ضحية ابتزاز بالإسراع لإخبار الأهل ومصارحتهم أو حتى أحد المكاتب الاستشارية في حال عدم القدرة على مصارحة الأهل بحقيقة الأمر ليتم إبلاغ الجهات المعنية كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالهيئة تتعامل مع مثل هذه القضايا بسرية تامة جداً بحيث تحافظ على سمعة هذه الفتاة وتخلصها من شر هذا المبتز... وقانا الله وإياكم شر الفتن والمنكرات.
أحمد المعجل - الرياض