ما بالنا أصبحنا وأمسينا لا نبالي ولا نعي ولا نتعظ بأشياء كثيرة تدور حولنا وتحدث أمام أعيننا؟
هل أصبنا بشيء من التبلّد؟ أم هناك جليد يغلّف مشاعرنا وأحاسيسنا وقلوبنا؟ لا تزيده المواعظ والعبر إلا سماكة وتبلّداً.
إنني وآخرون كُثر معي ندرك أن السرعة الزائدة هي السبب الرئيسي للكثير من الحوادث المرورية التي تدمّر الأعمار والصحة والاقتصاد ونرى أشلاء الموتى تتناثر بين أكوام الحديد ورغم ذلك لا نخفض مؤشر السرعة على أقل تقدير من 120كم في الساعة إلى 100 أو 90 كيلو متراً في الساعة.
ندرك جيداً أن الوجبات السريعة والأكلات الدسمة والمشروبات الغازية مضرة جداً بالصحة وتؤدي إلى أشهر أمراض العصر مثل الضغط والسكر وتصلّب الشرايين والسمنة، ورغم ذلك نتمادى في تناولها ولا نبالي بذلك, وندرك جيداً أن السهر والابتعاد عن البيت لساعات طويلة وتعاطي الدخان والشيشة أشياء تدمّر الحياة الاجتماعية والصحية، ومع ذلك مستمرون في تلك السلوكيات.
نحن في زمن أصبحت فيه المعرفة والتوعية متيسّرة وفي متناول أيدينا في أي لحظة عبر الوسائل المتعددة ومنها الإذاعة والتلفزيون والصحف والإنترنت والنشرات والكتب ولذلك لا يخفى أبداً على أي شخص منا خطورة أي مسلك خطر يسير عليه.
فهل هناك خلل داخلنا؟ أم هناك خلل في وسائل التوصيل المعرفي لنا؟ أم هناك خطأ في تقبل الناس والمجتمع لكل ما يجد من تلك الفوضى التي نعيشها في تصرفاتنا اليومية؟
أطرحها تساؤلات قد تجد من يجيب عليها؟ ويظل أهم سؤال هو هل نتعظ ونعتبر؟!