د. حمد بن محمد آل فريان
مما لا شك فيه أن إلحاق الأذى بالمسلمين جرمٌ عظيمٌ، وإذا وصل الأذى إلى إزهاق النفوس وسفك الدماء وهدم المساجد وترويع الآمنين فهو جرم مضاعف وشر في أعلى درجاته. لقد بينت هذه الأفعال المنحرفة أن أمن المملكة العربية السعودية واستقرارها قد شرقت به نفوس حاقدة، وأن أعمال الدولة السعودية الخيرة الهادفة إلى خير الأمة الإسلامية وسعادتها قد آلم أصحاب النفوس المريضة فأقدموا على ما لا يقره عقل ولا يقره دين صحيح. وتبين أن نقاء المعتقد وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله في هذه الدولة المباركة، واجتماع الكلمة وقوة الروابط والتضامن بين ولاة الأمر والمجتمع قد أصاب الأعداء بالدوار والذهول.
وفي مواجهة هذا الداء الوبيل والانحراف المشين ازدادت الأمة تماسكاً، وتراصت صفوفها، وبرزت شجاعتها، وقويت أواصر لحمتها وتعاونها وتضامنها، وخاب سعي الحاسدين والحاقدين، ولن يحقق الأعداء مرادهم بحول الله وقوته، لأن الكل يعلم أن مقصود الأعداء هو شق العصا واختراق صفوف الأمة وإحداث الفرقة، ولن يفلحوا ولن يتمكنوا من تحقيق مرادهم، فما يحصل من سلبيات مدبرة من أي جهة كانت فهي موجهة للجميع وليست خاصة بفئة أو مكان بل هي موجهة للأمة ذاتها، فالأمة جسد واحد ويد واحدة، وهم ركاب سفينة واحدة وفي خندق واحد، والصمود والتكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع وولاة أمرهم على أشده وفي أحسن أحواله وأقوى ما يكون. الكل مستعد وجاهز بأن يبذل النفس والنفيس في سبيل حماية الدين وحماية الوطن وحماية المكتسبات {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.
تعس الإنسان الخائن لدينه ولوطنه ولأهله وذويه، المفسدون في الأرض والسائرون في طريق الغواية والضلال سيتبين لهم إن عاجلاً أو آجلاً وبال أمرهم وحصاد سيئاتهم وهلاك أنفسهم وإحباط آمالهم وسيندمون {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}. إننا نحيي كل مخلص قوي أمين يدافع عن دينه وعن وطنه ومكتسبات أمته في أي ميدان كان.