الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
من المعلوم أن المملكة العربية السعودية قد حباها الله موقعاً متميزاً فهي بلاد الحرمين الشريفين وراعية للسلام ومن أوائل الدول التي حاربت الإرهاب وقد أنعم الله عليها بالأمن والأمان ورخاء العيش وذلك بفضل الله ثم بفضل تطبيقها للشريعة الإسلامية وبفضل الحكومة اليقظة الحازمة والشعب المتلاحم مع القيادة المدرك لأبعاد مسؤولياته المحافظ على وطنه, ولذا نجد أن كل المحاولات الإرهابية الموجهة لها فإنها لا تتمكن ولله الحمد من النيل من وحدتها ومن تلاحم الشعب مع قيادته صفاً واحداً ويداً واحدة فالجميع شركاء في السراء والضراء ومتعاونون في الخير وعلى دفع ما يواجههم من أخطار ومضار وفي وطن شريف يحتضن أفضل الأماكن قداسة فيه حرم الله الذي يأمن فيه الخائفون على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم كما أمر الله عز وجل يقول سبحانه وتعالى: {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (97) سورة آل عمران، ومن الشيء الذي يؤسف له كل الأسف أن نسمع من يتجرأ على الإساءة على هذا الوطن العزيز سواء بالنيل من وحدته أو إحداث الفتن بين صفوف أبنائه وبناته أو بالعمل الإجرامي بالتفجير الإرهابي الذي لا يقره دين ولا عقل ولا إنسانية وتحرمه كل الشرائع السماوية وتجرمه أنظمة العالم وتدينه وتشجبه كل العقول والفطر السليمة وتكون المصيبة أكبر وأعظم إذا اصابت الأضرارا أياً كان نوعها بيوت الله فهي محل عبادته والتي هي أطهر البقاع وأفضلها وقد أمر الله بصيانتها ومنع العبث والأذى فيها وأمر بأن تكون طاهرة نظيفة يقول الله عز وجل: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (36 - 37) سورة النــور، ولذا فإن كل من يتجرأ بالإساءة إلى المساجد وإلى المصلين فيها فهو مرتكب أمراً عظيماً وداخل في الوعيد الشديد ويتضاعف عليه الذنب والعقوبة إذا قام بالتفجير فيها وقتل أحداً من المصلين أو روعهم فهذا يكون إثمه كبير جداً لأنه جمع بين انتهاك حرمة المسجد وبين قتل الأبرياء المصلين وبث الرعب في نفوسهم ويكون الأثم أعظم وأكبر إذا تسبب التفجير في قتل نفس معصومة مؤمنة يقول الله عز وجل: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (114) سورة البقرة، ويقول سبحانه وتعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء، ومما نحمد الله عليه أن المجتمع في المملكة العربية السعودية لديه ولله الحمد من الوعي والمعرفة ما يجعله يدرك أخطار وأضرار المنظمات الإرهابية وأساليبهم المكشوفة التي يغررون فيها من يقع في حبائلهم ويكون فريسة لأغراضهم وأهدافهم المأجورة وهذا والوعي والإدراك لأبناء وبنات الشعب السعودي يرجع الفضل فيه إلى الله عز وجل ثم لدولتنا حرسها الله التي وفرت لشعبها أسباب العلم والمعرفة ولوجود رجال العلم والمعرفة الأفاضل في بلادنا وحسن توجيهاتهم المخلصة في التحذير من المنظمات الإرهابية, ولذا صار لدى الجميع من الوعي ما يرفضون فيه بقوة أفكار هذه المنظمات المشبوهة ويستنكرون أعمالهم الإرهابية وإذا حدث شيء من ذلك فإنهم جميعاً يرفضونه ويستنكرونه أشد الاستنكار ويزدادون بعده قوة وصلابة ووحدة وتمسكاً بدينهم وقيادتهم وأي مواطن ومقيم يدرك أنه لا غرابة أن تحدث مثل هذه الأعمال الإرهابية الشاذة من جهات إرهابية حاقدة بقصد إثارة الفتنة والاستفزاز ولكن نحمد الله أنه إذا وجد شيء من ذلك فإنه يعود على صاحبه وعلى من كان وراءه بالخيبة والخسران وكلنا نعرف بحمد الله ما نحن عليه في مملكة الخير من الأمن والأمان والاستقرار, ولذا فلا غرابة أيضاً أن يوجد من يحسدنا على هذا الخير ويحسدنا على ما ننعم به من وجود قيادة رشيدة حازمة لها جهودها الكبيرة في نشر الخير والأمان في بلادنا ودفع الشر والسوء عنا كما حدث عندما رفع رؤوسنا مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أعزه الله ونصره في عاصفة الحزم والأمل التي قادها مع دول الخليج وبعض الدول العربية والإسلامية والدولية ضد الحوثيين الذين تمدهم إيران من أجل إحداث القلاقل في دول الجوار ومنها المملكة واعتدائهم على السلطة الشرعية في اليمن بقصد الإطاحة بها والحمد لله الذي أوقف شرهم وشل حركتهم وحرر كثيراً من مدن اليمن من قبضتهم تمهيداً لعودة الشرعية كاملة بإذن الله إلى كافة مدن اليمن وقراه وما نشاهده منجاح هاتين العاصفتين يوماً بعد يوم ستكون عاقبته بإذن الله النصر الكامل على المد الصفوي الإيراني في اليمن المتمثل في الحوثيين وأتباعهم.
أسأل الله أن يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحبط كل مخطط يريد ببلادنا سوءاً وشراً وأن يجعل من يريد ذلك تدبيره في تدميره إنه سميع مجيب, كما نسأله سبحانه وتعالى بدوام التوفيق والنصر لقائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وأن يشد عضده بسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وبسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. علي بن مرشد المرشد - الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً