صيغة الشمري
أستغرب من بعض الإخوة الذين يحاولون إلقاء تهمة ما يحدث من إرهاب في بلادنا ضد جهات حكومية معينة، أو أشخاص بعينهم. نحن إخوتنا الكرام نواجه عدواً مشتركاً، يستهدفنا جميعا، يلعب على وتر الطائفية. المناهج الدراسية في العراق والبحرين لم تمنع الأعداء من إشعال الحرب المذهبية بين السنة والشيعة، وهذا ليس دفاعاً عن مناهجنا بل تأكيداً على أن العدو يعتبرنا عدواً واحداً، ويكفرنا جميعاً تحت حجج وأسباب كاذبة؛ ليغرر بها الجهلاء من أتباعه صغار السن والسذج...
...إن أعداءنا لا يملكون سلاحاً ثقيلاً يواجهوننا به سوى سلاح إشعال حرب أهلية أو طائفية. سيستميتون في سبيل ذلك، ويبذلون ما في وسعهم من إرهاب وتفجيرات هنا وهناك؛ حتى يقوم طرف على طرف. لسنا بحاجة للدخول في منزلق وجحيم نرى دولاً مجاورة تستعر به، وتكتوي بجحيمه. ولو فكر السنة والشيعة وعاد بهم الزمن إلى الوراء لما استجابوا لهذه الاستفزازات ذات الأسلوب القديم والمكشوف من تحريض طرف على آخر. كل مجتمع مرت عليه ويلات الحرب الأهلية لن يغامر ويجربها مرة أخرى. هذا المجتمع اللبناني مرت عليه عشرون عاماً من الحروب الأهلية، جعلت جميع أطرافها يشعرون بالندم والحسرة على حرب لا منتصر منها، بل الخاسر الأكبر فيها هو الوطن الذي تأخر وانهار اقتصاده، وأصبح الجميع فيه يعاني ويلات تلك الحرب؛ لذلك عندما حاول أعداء لبنان تحريض المذاهب ضد بعضها، وقاموا بالسيناريو نفسه من تفجيرات تستهدف ضواحي معينة، لم يثُر أتباع المذهب الآخر لعلمهم أن هذا من تدبير عدو مشترك. جميع أتباع المذهب السني في هذا البلد من العقلاء يرفضون ما يحدث لإخوانهم في مساجد بيوت الله من تفجيرات غاشمة، ويشاركونهم الحزن الحقيقي والمصير ذاته. وقبل ظهور هؤلاء المجرمين الإرهابيين، وطوال عقود من الزمن، لم يفكّر سني أو شيعي في السعودية بإلحاق الأذى بالآخر. يجب أن لا ننسى حسن الجوار والمصاهرة طوال سنوات العمر الماضية ونلقي بها أرضاً لمجرد أن عصابة إرهابيين قررت تحريضنا ضد بعضنا. يجب أن يتقي الله بعض المتنفعين من المذهبين، ويحاولوا خمد نار الفتنة والتمسك بحقن الدماء ومواجهة هذا العدو المشترك الذي لا يفرق بين شيعي وسني في حربه التي يسعرها هنا وهناك.
أمن بلادنا وأفراد مجتمعنا مقدم على أي مصلحة أخرى مهما كان حجمها وحجم منفعتها. جميع شعوب العالم تحسدنا على استقرارنا والأمن الذي نتمتع به؛ فلا يجب أن نفرط به، وخصوصاً أمام إرهابي يملك أسلحة بدائية، أولها التحريض على قيام حرب أهلية وإشعال نار اقتتال مذهبي يحرق الطرفين، ولن يخرج منه طرف إلا خاسراً. لسنا بحاجة لنصح أكثر أو حكمة أصدق من الذي يحدث في الدول المجاورة لنعتبر منه، ونقدم حقن دمائنا وأمن بلادنا فوق جميع خلافاتنا المذهبية. والعاقل من اتعظ بغيره!.