فهد بن جليد
على جنبات أحد الطرق الرئيسة بالرياض، تقف سيارة جيب تبلغ قيمتها السوقية أكثر من ( 300 ألف ريال )، يفتح صاحبها ( الباب الخلفي ) ليعرض على المارة بيع (مانجو) جازان!.
سيناريو المشهد المتوقع أثناء عملية البيع:
مواطن يملك (سيارة متواضعة): كم الحبة (طال عمرك)؟!.
صاحب الجيب: البيع (بالكرتون) يالحبيب!.
مشهد لا يحتاج تعليق، بل ينتظر (تحركا سريعا) من جهة ما، لمعرفة سر تحول أصحاب هذه السيارات الفارهة لبيع ( شاي الجمر)، و(مانجو جازان) في شوارعنا، ولننتظر فنون بيع (السوبيا) في الأيام المقبلة مع دخول شهر رمضان المبارك!.
مشهد آخر يحتاج تدخل سريع هذه المرة من (إمارة منطقة الرياض)، لإنقاذ شوارع العاصمة من (غزو) أطفال الشوارع، الذين حولوا شوارع المدينة إلى ما يُشبه شوارع تلك العواصم الفقيرة، التي اشتهرت بالأطفال المشردين؟!.
عند بعض التقاطعات، والإشارات المرورية في كل أحياء الرياض، لم يعد مُستغرباً مُشاهدة طفل بيده (فوطة) أو (مساحة يدوية)، وعلبة (صابون سائل) ليمسح زجاج سيارتك مقابل (ريالين)، هناك من يبيع (ورود)، آخر يقدم لك (بطاقات شحن)، (مناديل)، ( كرتون علوك)، بل إن أحدث المبيعات من يحمل بيده (زمزمية) ماء حار- يُقال لها ثلاجة وترمس أيضاً - ومعه أكواب (كرتون) ليبيعك (شاي) وأنت في السيارة؟!.
مع اقتراب شهر رمضان المبارك المشهد مُرشح للتطور أكثر وأكثر (نساء، أطفال، رجال) من مجهولي الهوية والمتسولين، يغزون شوارعنا، عند المطاعم، والصرافات، والفنادق، والأسواق، يشوهون مظهر العاصمة الجميل، ويعكسون صورة سيئة للزائر والسائح الذي يعتقد أن الحكومة مُقصرة في رعاية هؤلاء، وهو لا يعلم أن معظمهم من (مجهولي الهوية) أو (مُخالفي نظام الإقامة)!.
لا أعول كثيراً على دور وزارة الشؤون الاجتماعية، ولا على دور وزارة الشؤون البلدية، إذا كان هناك من حل لاجتثاث هذه الظاهرة، فهو بيد إمارة الرياض، التي يمكنها قيادة عمل ناجح من هذا النوع، يُخلص (الرياض) من هذه الظاهر السيئة والدخيلة عليها!.
مُعالجة وضع هذه (القنابل الموقوتة) في شوارعنا ضرورة مُلحة، قبل أن تتحول إلى مشاريع إجرامية يصعب التخلص منها!.
وعلى دروب الخير نلتقي.