جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم يهنأ سوى أربعة أيام، ولم تُتح له الفرصة للانتقام وعقاب من تجرؤا على الحديث بصوت عالٍ عن المفاسد التي ارتكبها ستة عشر عاماً.
جوزيف بلاتر إمبراطور كرة القدم العالمية رجل كان يرعب كل من يفكر بمنافسته ويستقبله قادة الدول، لم يجرؤ أحد على مواجهته وتحديه سوى اثنين كليهما من العرب، محمد بن همام القطري الذي استطاع بلاتر أن يقصيه من الرياضة بكل ألعابها، بعد أن شاركه الفاسدون والحاقدون على العرب في التخلُّص منه. بن همام كانت التهمة الموجَّهة له ممارسة الفساد، والذي وجَّه التهمة كبير الفاسدين بلاتر كما ظهر فيما بعد.
وانتظرنا أربع سنوات أخرى ليواجَه جوزيف بلاتر بمرشح عربي آخر هو الأمير علي بن الحسين، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس الاتحاد الأردني، وقد استعمل جوزيف بلاتر نفس الأساليب القذرة في مواجهة من يتجرأ على التقدم لمنافسته في الانتخابات الرئاسية لإمبراطورية الفيفا، وقد استعان بلاتر بحلفائه الذين استفادوا من عملياته الفاسدة، في إقصاء الأمير علي بن الحسين من نيابة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وبالتالي فقدانه لعضوية المكتب التنفيذي في الفيفا، ونجحت «التربيطات» والتقاء المصالح، في وصول شخص يعتمد عليه بلاتر في تجميع أصوات الانتخابات وإنجاح التربيطات بخبرته وأمواله في تسيير الانتخابات ونتائجه لتحقيق مصالحه قبل مصالح الآخرين. وقد كان مخطط إزاحة علي بن الحسين عن طريقه، ويصبح هو نائباً لرئيس الفيفا، وفي الفترة الخامسة والأخيرة لبلاتر، وفي هذه الفترة يعمل على تكوين دائرة انتخابية تتجاوز آسيا والمنظومة العربية ليكون مؤهلاً وبدرجة عالية لاحتلال مقعد بلاتر.
هذه هي أحد أهم أسباب وقوف تلك الشخصية العربية الخليجية مع جوزيف بلاتر، وضد أمير عربي عُرف بنظافة اليد وسموّ الأخلاق.
الآن استيقظ ضمير جوزيف بلاتر، أو على الأقل تخوّف من أن يصل «حبل المشنقة» إلى عنقه بعد استدعاء جيروم مالكة الأمين العام لاتحاد كرة القدم الدولي، والذراع اليمنى وكاتم أسرار جوزيف بلاتر، وأعلن استقالته ونفض يديه عن هموم كرة القدم والرشى المقدمة والأشخاص الفاسدين الذين ارتبط اسمه بأسمائهم، ومنهم جماعتنا في الدول العربية والخليجية، وبالذات الذين راهنوا على جوزيف بلاتر .. وبعد سقوطه هل يجرفهم هذا السقوط إلى دائرة الفشل؟