الجزيرة - فوزية الصويان:
تتزاحم الكثير من المواقع الالكترونية واللوحات الإعلانية وغيرها في تقديم عروض متنوعة من جانب الشركات والوكالات المتخصصة في السفر والسياحة، حيث تقدم برامج يتم إعدادها لتتناسب مع الظروف التي يجري نشرها فيها.
وغالباً ما تجذب تلك العروض الكثيرين لكونها تطرح أسعاراً منخفضة قد لا تصدق في أحيان أخرى، وهو ما يدفع للتفكير بأن هذه العروض قد تكون «وهمية» وغير صحيحة، علماً أن ذلك وارد ويحدث في بعضها. إذ يكتشف المسافر أو المستفيد من هذه العروض حين السفر للبلد أو المكان المقصود أن العرض إما ناقص وإما غير صحيح بالمطلق، في مقابل أنه لا يستطيع إعادة ما دفعه ولا يعرف أين يذهب لمعاقبة من أوهمه بالعروض تلك وإعادة مبالغه المالية التي أحياناً بدأ جمعها منذ فترة طويلة آملاً في رحلة سياحية وإقامة مميزة.
«الجزيرة» حرصاً منها فتحت ملف العروض السياحية المنتشرة وخصوصاً فترة الإجازات، لتجنب الوهمي منها، في ظل وجود شركات ووكالات ذات صدقية في حين هناك أخرى اعتادت العمل باحتيال.
في البداية يقول المتخصص في برامج السفر والسياحة والإعلام السياحي الأستاذ خالد خليل أن العروض السياحية الوهمية تنشط في مواسم محددة وكذلك في مواقع خاصة بها، وأشار إلى أن إجازتي العيدين «الفطر والأضحى»، وكذلك الربيع ونصف السنة هي الفترات المناسبة لظهور مثل تلك العروض التي يذهب ضحيتها السائح.
وقال: المسئولية تقع على الجميع في ذلك، فالسائح يتحمل 10% نتيجة ضعف ثقافته في هذا الجانب وعدم حرصه على التأكد والتثبت قبل اختيار أي من العروض، فيما 90% من المسئولية تذهب للجهات التي تمنح التراخيص لتلك الشركات والمؤسسات والوكالات، إذ لا بد من ضابط لهذا الأمر يحد من حالات النصب والاحتيال والخديعة التي غالباً لا يكتشفها السائح إلا عندما يصل لمقصده السياحي، في تلك اللحظة يتبين له أن مجموعة من المميزات التي عرضت عليه واختار هذا المكان والبرنامج لأجلها ليست صحيحة.
وأضاف: «كثير من الجهات المقدمة لهذه العروض الوهمية لا تضع لها عناوين تواصل ثابتة بل تحاول خلق قنوات تواصل قد لا تتوفر في وقت لاحق، بمعنى أن السائح حينما يتعرض للنصب ويحاول العودة لتلك الجهة التي تعامل معها يجد استحالة في ذلك».
وأكد خليل، أن تلك العروض تنتشر في الخليج وعلى رأسها السعودية لأنها المصدرة للسائح، باستثناء دبي وإن كانت في أحيان تتوافر فيها العروض الوهمية، موضحاً أن بقية البلدان الجاذبة للسياحة قد لا تتوفر فيها مثل هذه الأمور.
موضحاً أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الأرض الخصبة للترويج لمثل تلك العروض، عبر استخدام أساليب متنوعة لاصطياد العميل ومنها الإبهار بالصور والفيديوهات وغيرها من وسائل الجذب.
من جهته قال عمر السبيعي، وهو إحدى ضحايا هذه العروض: المشكلة أن لا أحد يحميك من نصب برامج السفر والسياحة بعد أن تدفع كامل المبلغ قبل مغادرة البلاد، فأنت لا تعرف أنك تعرضت لكذب وزيف في العروض إلا بعد أن تصل إلى المنطقة السياحية أو الفندق أو المنتجع الذي اخترته.
وأضاف: «لماذا لا تراقب وزارة التجارة أو هيئة السياحة عروض السفر والسياحة على اعتبار أنها تندرج ضمن برامج التخفيضات كما الحال في مختلف القطاعات الأخرى، فقبل أن تعلن العروض لا بد للجهة العارضة أن تحصل على موافقة إما التجارة أو السياحة حتى يصبح هناك جهة ضامنة للسائح يذهب لها حال تعرضه للنصب، وخصوصاً من الشركات المسجلة في السعودية والتي تخضع للأنظمة والقوانين في المملكة إذا ما تجاهلنا الشركات والمؤسسات التي ليس للجهات الرسمية في المملكة سلطة عليها».
بيان توضيحي تقريبي للقارئ للتمييز بين العرض الحقيقي والوهمي:
عروض يتوقع أن تكون حقيقية
عروض يتوقع أن تكون وهمية
استعرض دائماً قائمة الشركات الكبرى العاملة في مجال السفر والسياحة بالمملكة والمتخصصة في تقديم العروض ستلاحظ فروقات بسيطة في قيمة العرض ونوعيته في المقابل العروض الوهمية التي تقدم من مؤسسات وجهات أخرى يلاحظ وجود فرق في القيمة إلى جانب نوعية العروض.
الشركات الكبرى تكتب العرض كاملاً بمميزات محددة كالتذاكر والتنقل من وإلى المطار والإفطار وغيرها من الميزات في حين العرض الوهمي يقسم على السائح ويبالغ فيه مثل الإشارة إلى أن الإفطار سيكون على المسبح أو العشاء وغيرها من التقسيمات.
العروض الحقيقية يتم الإعلان عنها في الأماكن الرسمية والمشهورة من صحف وغيرها.
أما الوهمية فغالباً يجري الإعلان عنها في وسائل الإعلام الشعبية بعيدة عن أنظار المسئولين والجهات الرقابية.
العروض المؤكدة هي التي تتوفر فيها علامة «آياتا» وهي المنظمة التي من الممكن اللجوء إليها قانونياً في حال كان هناك نصب واحتيال.
بينما الوهمية تصدر من جهات غير مرتبطة بهذه المنظمة كما أنها لا توفر وسائل اتصال معتمدة رسمياً كهاتف أو إيميل رسمي.