ثامر بن فهد السعيد
يظهر التقرير السنوي للتأمينات الاجتماعية التطورات المستجدة في سوق العمل السعودي في القطاع الخاص وأيضا يشمل بعض موظفي العقود لدى الجهات الحكومية إلا أنه من المهم الأخذ بعين الاعتبار مدى التطور الحاصل في سوق العمل خصوصا وأننا في المملكة العربية السعودية ننعم بمجتمع شاب فتي يحتاج إلى توجيه طاقاته نحو الإنتاج للاستفادة منه.
اتجهت وزارة العمل في السنوات الماضية إلى سن تشريعات لإنعاش سوق العمل السعودي للمواطنين وخصوصا في القطاع الخاص فوضعت وزارة العمل عدد من التشريعات والأنظمة والمحفزات. من نطاقات إلى طاقات ومرورا ببرامج ومحفزات هدف.
أظهر التقرير السنوي للتأمينات الاجتماعية السعودية أن المشتركين لدية وهم من يمثلون القطاع المستهدف لتنشيطه قد ارتفع بما يعادل 419,493 مشترك 80.8% من هذه الزيادة في المشتركين جاءت في صف غير السعوديين أي أن التأمينات الاجتماعية في السنة الماضية شهدت إضافة 339,144 مشتركا غير سعودي بمقارنة إضافة التأمينات لـ80,349 سعوديا خلال عام هجري كامل وهذا ما يرينا بشكل واضح أن التأمينات سجلت بمقابل كل مشترك سعودي ما عدده أربعة مشتركين غير سعوديين. في العام الماضي 1434 هـ كان التركز الأكبر لشريحة المشتركين السعوديين في برنامج التأمينات الاجتماعية تتركز عند الشريحة ذات الدخل بين 3000 وحتى 3499 ريال بحسب تقسيم الشرائح لتقرير التأمينات شكلوا المشتركين في هذه الشريحة ما نسبته 53% من إجمالي المشتركين السعوديين حيث بلغ عددهم أكثر من 853 ألف مشترك سعودي. ويأتي التركز ثانيا للمشتركين السعوديين عند شرحية الأجر التي تتجاوز 10 آلاف ريال سعودي بنسبه تقترب من 12% ويقترب مشتركي هذه الشريحة من 191.5 ألف مشترك. أما أرقام المشتركين للعام الماضي 1435 هـ فبقي تركز الدخل للمشتركين السعوديين بنسبة 50% لصالح شريحة الدخل بين 3000 و 3499 ريال شهريا بواقع 845 ألف مشترك ضمن هذه وبقية أيضا شريحة المشتركين السعوديين ذوي الدخل أعلى من 10 آلاف ريال كثاني شريحة من حيث تركز المشتركين بواقع 221 ألف مشترك ما يمثل 13.15% من إجمالي المشتركين السعوديين في التأمينات.
أما بمقابل هذه الإحصائيات للسعوديين فإن الزيادة الأكبر للمشتركين من غير السعوديين كانت في العام 1434 هـ قد تركزت في شريحة الدخل المنخفض أقل من 500 ريال بواقع 34% وبعدد 2,5 مليون مشترك يليها من حيث التركز لغير السعوديين شريحة الدخل بين 500 وحتى 999 ريال بواقع 33.2% من إجمالي المشتركين من غير السعوديين ما يمثل 2,4 مليون مشترك غير سعودي, أما في العام الماضي 1435 هـ بق التركز في العام الماضي لصالح شريحة المشتركين غير السعوديين ذوي الدخل من 500 فأقل بنسبة 32.65% وبعدد مشتركين بلغ 2,5 مليون مشترك وبقيت شريحة الدخل بين 500 و حتى 999 ريال كثاني أكبر شريحه للمشتركين غير السعوديين تمثل 29.78% من هذه الفئة من المشتركين وبعدد 2,3 مليون مشترك.
بالرغم من أن التركز في عدد المشتركين لغير السعوديين يأتي في شرائح الدخل من 1499 فأقل وهو ما يظهر أن الزيادة التي حصلت في سوق العمل تأتي في وظائف لا يستهدفها التوطين خصوصا لانخفاض شريحة الدخل ونوعية العمل إلا أنه في العام الماضي 1435هـ جاء معظم الزيادة في المشتركين غير السعوديين في الفئة ذات شريحة الدخل بين 4500 الدخول التي تتجاوز 10 آلاف ريال بقدر 117,608 مشترك ما يمثل 35% من إجمالي نمو عدد المشتركين، ومع النظر إلى شرائح المستفيدين من حافز ذكورا وإناثا وشهاداتهم التعليمية التي تتراوح بين الثانوية والجامعية، هل فعلا برامج وزارة العمل تلعب دورها المطلوب في الإحلال الوظيفي الوطني؟ أم أن هذه البرامج رفعت من نسبة الوظائف الوهمية دون مردود معرفي ووظيفي على الشرائح السعودية الشابة ونحن مجتمع شاب يحتاج إلى تنمية المعرفة لديه لتطوير أعماله وبيئته.