طلب مني الدكتور عبدالله الشدادي رئيس مجموعة نما المعرفية الانضمام لعضوية اللجنة المنظمة لمنتدى الإدارة والأعمال التي نظمته المجموعة بفندق الإنتركونتنتال بالرياض عام 1432هـ الذي عقد بعنوان (القيادة وإدارة التغيير في بيئة متجددة) الذي رعاه حضوراً وتفاعلاً الأمير محمد بن سلمان حينما كان مستشاراً لوالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض، ولا أدري هل كان من حسن حظي أم العكس أن كنت بالقرب من رئيس اللجنة حينما وصل الأمير وطلب مني حينها أن أتقدم في سيري متجهاً للمنصة، حيث يجلس الأمير محمد والضيوف، وفعلاً حصل ذلك إلا أنها كانت المناسبة الأولى التي أشارك فيها وبهذا المستوى والبرتوكول والتنظيم، وما أذكره سرعة خطى الأمير محمد متجهاً لمقعده المخصص له ويعلو محياه خطى واثقة، مما دعاني لمحاولة الإسراع بخطى أكثر حتى وصلت قبله عقب شيء من الجهد حيث هناك مسافة بين المدخل والقاعة ويليها منصة الضيوف.
عملت بمدارس الرياض وكان ولا يزال الأمير محمد بن سلمان يرأس مجلس الإدارة، حيث سعى ويسعى لتطوير المدارس وإدخال وسائل التقنية الحديثة وتفعيل أحدث الاستراتيجيات العالمية في التدريس وإعادة تصميم الفصول الصفية، بالإضافة إلى دعمه لـ(هندرة) الوظائف التعليمية والإدارية بما يتناسب مع مكانة المملكة بشكل عام ومدارس الرياض على وجه الخصوص، ومع تحفظي لبعض القرارات والاستراتيجيات التي قام بها الفريق الاسترالي المنوط إليه عملية تطوير المدارس التي تبعت مراحل عملية التطوير إلا أن تلك الإرادة والعزيمة التي تحمل أمانتها الأمير محمد تنبئ عن شخصية قيادية طموحة تريد أن تفعل شيئا لدينها ومليكها ووطنها، فكل التوفيق والنجاح نتمناه للأمير محمد في مشواره السياسي القادم.
كانت علاقتي بأخيه الأمير بندر بن سلمان أكثر تواصلاً حيث كان يدرس بالمرحلة الثانوية ورئيساً لجمعية العمل الطلابي التي تعمل على ترسيخ الثقافة القيادية من خلال المبادرات، وقد كانت اللقاءات تتكرر داخل محيط المدارس بين الحين والآخر، وما أذكره هو فرحه الشديد الذي أبداه الأمير بندر حين إهدائي له كتابي المتواضع حجماً ومحتوى (خصائص القادة) الذي أتمنى أن يكون وجد فيه شيئا من المعرفة والفائدة هو وزملاؤه أعضاء جمعية العمل الطلابي الذين اتسموا بالأدب والتواضع والاحترام والرغبة في تحمل المسئولية وظهور العرفان.
منذ أن تشرفت بالخدمة بالمدارس وحتى خروجي منها والتقائي ومعرفتي وزمالتي ببعض معلمي الأمير محمد حيث ينقلون عنه الذكر الطيب والمواقف الجميلة له حينما كان طالباً وذلك باحترامه لمعلميه وزملائه وعدم تجاوزه للنظام الإداري والتربوي، ولعل الصور الموثقة ببعض الأعداد السابقة لنشرة القادة التي تصدرها المدارس تعطي إشارة واضحة على عناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -رعاه الله- بجانب التربية والتنشئة الصحيحة بأبنائه، فكان دائماً ما يتقيد بلبس الثوب والشماغ في المدرسة.
ربما كان مجلس الشئون الاقتصادية والتنموية الذي يرأسه سموه دليلاً بارزاً على ثقافته -وفقه الله- وتطلعاته البعيدة المدى التي يسعى للوصول إليها من خلال تحسين أداء الوزارات الخدمية لترتقي وتصل إلى طموحات وآمال المواطن، وذلك بالحرص الشديد على عقدها وحضورها والتناقش بشأن خطط كل وزارة فيما يتعلق بأهدافها ورسالتها ورؤيتها وإجراءات تنفيذها مما يجعل تلك الوزارات تؤدي دورها بشكل أكثر جودة ودقة وتميز. لقد كان لقرار خادم الحرمين الشريفين في بدء عملية عاصفة الحزم المعنية بإعادة الشرعية للحكومة اليمنية التي يرأسها عبد ربه منصور هادي فرصة مناسبة لإظهار مدى قدرة واستعداد قواتنا العسكرية لصد وردع العدوان أيا كان مصدره وقوته وتنوعه، ومن المؤكد أن للقيادة الوزارية شأناً لا يقل تأثيراً عن التأثيرات الأخرى وهذا ما أظهره وتحلى به الأمير محمد خلال زياراته للمواقع العسكرية المرابطة والتقائه بالقادة العسكريين في الدول الشقيقة والصديقة خلال العمليات العسكرية النشطة التي قادتها دول التحالف.
كل التوفيق والتميز والسداد نرجوه لولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ونسأل الله أن يجعل في اختيارهما خيراً للوطن والمواطن، وأن يعينهما على أداء الأمانة والقيام بالمسئولية. والسلام عليكم.