آمال كبيرة معقودة عليكم أيها الوزراء جعل الله مردود الوزارة عليكم ذكراً وأجراً لا تعباً ووِزرا وبدءا فإن علينا كمواطنين كما نطالبكم كوزراء جدد بالإنجاز وتوفير الخدمات فإن علينا أيضا أن ندرك أن المسؤول بشر وليس بيده عصا سحرية يستطيع بين يوم وليلة أن ينجز المطلوب، ويحقق المرغوب.
علينا أن نعرف أن أي عمل يتطلب المزيد من الوقت، وتوفر الإمكانات، ووجود الكفاءات القادرة على التنفيذ حتى يخرج المنجز في وقته وبشكل متقن.
* * *
المرء عندما يدخل هذه الأيام مجلساً أو يحضر مناسبة أو يقرأ بمواقع التواصل الاجتماعي أو الصحف اليومية فإنه يجد الكثير من المطالب من المواطنين -وهذا من حقهم- فهم يطرحون آمالهم وتطلعاتهم أمام هذا الوزير واتجاه ذلك المسؤول.. لكن علينا ألا نستعجل الثمرة فهي لن تأتي وتنضج فور تمنّيها أو المطالبة بها فهي تحتاج قدراً من الوقت حتى تورق وتنضج، وعلى كل امرئ منا أن يضع نفسه مكان المسؤول ليدرك صعوبة المهمة والاحتياج إلى عامل الزمن وعندها سنقلص من لومنا للمسؤول بتأخر إنجاز ما نطمح إليه عندما نستشعر ظروفه والزمن الذي يحتاج إليه، ألم يقل شاعر الدهور والحكمة «المتنبئ» وما أصدق ما قال:
لا تعذل المشتاق في أشواقه
حتى يكون حشاك في أحشائه
* * *
إننا متفائلون بالوجوه الوزارية الجديدة سواء التي جاءت بالتغييرات الأخيرة أو التغييرات السابقة كمعالي وزير التعليم د. عزام الدخيّل أو وزير الخدمة المدنية أ. خالد العرج أو وزير الشؤون الاجتماعية د. ماجد القصبي ونؤمل فيكم جميعا أنكم ستحققون بإذن الله تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله الذي يعرف الكفاءات وقد سلّمكم الحقائب الوزارية لتلبوا تطلعاته للمواطنين لاستمرار انطلاقة المنظومة التنموية، وتقديم أفضل الخدمات لأبناء الوطن.
* * *
إني كما نثرت طموحات المواطنين أمام زملائكم السابقين أطرح أمامكم أيها الوزراء الجدد تطلعات مواطنيكم:
** فوزير الصحة الجديد م. خالد الفالح معروف بكفاءته وجديته وإنجازه وقد جاء من رأس شركة عالمية عملاقة حققت النجاح على مستوى العالم بمنجزاتها البترولية، وأعمالها الحضارية والاجتماعية، ولهذا فإن المواطن يتوشح بالأمل أن يرتقي معاليه بالخدمات الصحية التي هي أهم ما يهم المواطن لتكون له بصمة في مشهدنا الصحي تذكر وتشكر له.
* * *
ووزير العمل د. مفرج الحقباني هو ابن وزارة العمل التي عمل فيها وكيلاً ونائباً للوزير فأدرك مسؤوليات الوزارة والصعوبات التي تواجهها والحلول المطلوبة لها من واقع معايشته للوزير الراحل د. غازي القصيبي رحمه الله ثم معالي م. عادل فقيه، وسيعمل إن شاء الله من واقع تجربته الشخصية ومرئياته وإضافاته إلى بذل الجهد مع زملائه من أجل تقليص البطالة وتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء الوطن، وحل الأزمة التي تراوح مكانها ويعاني منها المواطنون منذ سنوات وهي «أزمة العمالة المنزلية» والتي ستكون عملاً باقياً يذكر له إذا قدر له بجهوده وجهود زملائه بالوزارة -بإذن الله- حل هذه المشكلة بتوفير العمالة المنزلية التي يرغب بها المواطن وعندما يتوفر العرض ستنتهي إن شاء الله معاناة المواطنين ويصبح ارتفاع تكاليف استقدام هذه العمالة مقبولة والعمالة المنزلية بصراحة لم تعد ترفاً بل أصبحت ضرورة لكثير من المنازل والأسر.
** وأخيراً معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير الوزير المثقف والمتحدث الواعي العارف بدهاليز السياسة وقد تشرب خبايا السياسة وتولى سفارة المملكة بأكبر دولة بالعالم هي مصنع القرار العالمي سلما وحربا، وحسْبه عمله مع ربان السياسة السعودية على مدى أربعة عقود الأمير سعود الفيصل, حيث اكتسب المزيد من الخبرات التي ستجعله إن شاء الله يقود وزارة الخارجية السعودية بنجاح منفذاً لسياستها المعتدلة فضلاً عن متابعته للخدمات التي تقدمها السفارات السعودية لأبناء الوطن بالخارج.
* * *
أختم مقالي لكم يا وزراءنا الأعزاء بهذا الأمل المخضّب بالمودة لكم:
أتوق كما قربكم الاختيار أن يكون النجاح حليفكم بالاختبار.
جعل الله الوزارة لكم وللمواطنين مغنماً ينتج ولا صيّرها لكم ولا للمواطن مغرماً يرهق.
- عضو مجلس الشورى السابق