عبدالعزيز بن سعود المتعب
بحيادية «مدارات» وشفافيتها أنقل لكم فحوى ما دار في إحدى الصالونات الأدبية قبل أيام بوجود نخبة من الأدباء والشعراء والمثقفين حول ثقافة بعض الشعراء الشعبيين الذين خدموا تجاربهم الشعرية بالاطلاع والقراءة مما انعكس ذلك على صورهم الشعرية ومخزونهم اللغوي، وبات يُشار لهم بالبنان كشعراء مطبوعين لهم مكانتهم الأدبية الرفيعة وليسوا شعراء مرحلة «مصنوعين» لا يلبثون أن يأفلوا بالسرعة التي قُدّموا فيها باسم الشعر..! بشكل أو بآخر.
ولأن الشخصنة لا تعني مدارات - طالما أن الأمر لا يمتد لإغفال التوثيق- فقد أدلى أحد من اشتهروا بحربهم للشعر الشعبي.. من الأكاديميين والنقاد الحضور بقوله: صحيح أن الشعر الشعبي لا يستهويني كثيراً، ولكن من الظلم إغفال وتهميش وإقصاء تجارب شعرية راقية لقلة من الشعراء الشعبيين المعاصرين الذين ارتقوا بالقصيدة الشعبية إلى سماء الشعر الحقيقي، ولم يكن ليتسنى لهم ذلك لو لم يخدموا تجاربهم حتى تبلورت تماماً، واستشهد بالمقولة المعروفة (يُعرف المرء بقدر ما يقرأ).Aman is Known by the Books he reads
بينما ارتفعت حدّة النقاش في جزئية ذات صلة حول أن هناك من (يُغيِّب) الشعر الشعبي لأسبابه، ولو خُدِمَ هذا الشعر ودُعم مثل غيره لأخذ الذائقة عالياً في التجلي، وتحديداً في نصوص بعض الشعراء المبدعين، بينما كان هناك وجهة نظر أخرى رأى متبنيها أن الحركة النقدية مُتدنية في الساحة الشعبية، وطالما كان هذا الأمر قائماً فإن - فاقد الشيء لا يعطيه - ولن يرتقي مداد بعض نقاد الشعر الشعبي لما هو أكبر من فضاءات تمكنهم البلاغي بتنوعه متى ما أشرعوا أدوات نقدهم التي حتماً ستتقزّم إزاء صروح جمال شامخة من القصائد لتظهر إشكالية جديدة هنا فحواها (من يُقدِّم من)..؟!