رقية الهويريني
لعل الكثير استوقفهم ما عمد له الإرهابي الذي فجّر نفسه أمام مدخل مسجد العنود في الدمام من تخفيه وارتدائه ملابس نسائية مما يجعل من الصعوبة اكتشافه، أو الحرج من تفتيشه. وسبقه الإرهابي المفجّر في مسجد القديح الذي كان ينتهج التسول. هاتان الحادثتان تجعل من الحتمي متابعة وضع المتسولين وبالأخص النساء، عند إشارات المرور وعلى أبواب المساجد وداخل محطات الوقود وأمام أجهزة الصراف الآلي والمجمعات التجارية.
والتسول يعد جنحة في بعض الدول، ولدينا يعتبر مظهراً سيئاً في بلد يزخر بالخير والعطاء، وسكوت المسؤولين وتغاضيهم عنه يزيد الأمر سوءاً برغم تعاون بعض المواطنين بالتبليغ هاتفياً!
وكأحد أساليب مكافحة الجريمة والوقاية منها؛ ينبغي السعي لقطع شأفة التسول وملاحقة المتسولين وسجنهم، وإبعاد من كان منهم وافداً، وإيجاد حلول جذرية وحاسمة لمكافحة هذه الظاهرة التي يحيط بها العديد من الآثار الخطيرة على مجتمعنا اقتصاديا وأخلاقيا وسلوكيا. وما يؤسف له أن المتسولين يعدونها مهنة يومية تدر عليهم المال نتيجة التعاطف الذي يجدونه من المواطنين والمارّة من خلال استجدائهم عاطفيا سواء بحمل الرضع والأطفال في طقس حار أو ارتداء ملابس رثة، أو التظاهر بوجود عاهات! ومن المفارقات العجيبة سن نظام يمنع العمال بالعمل من الساعة الثانية عشر ظهراً وحتى الثالثة بينما المتسولات يقفن أمام إشارات المرور في ذات الوقت جائلات بين السيارات معرضات أنفسهن وغيرهن للخطر!
وكان مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ قد شدَّد بعدم التصدق على المتسولين عند الإشارات وفي الشوارع وطارقي أبواب المنازل، بقوله (لا صدقة في طالبي المال من المتسولين عند الإشارات والمنازل والشوارع، وإنّ إعطاءهم المال بهدف التصدق غير صحيح، بل فيه عرقلة لجهود الجهات المختصة بمكافحة التسول) وينبغي وضع الفتوى في الأماكن التي يكثر فيها المتسولون طالما أن الناس لا يرعوون إلا بفتوى!
وفي حين أن أغلب المتسولين وافدون، لذا ينبغي ملاحقتهم وترحيلهم، وإعادة تأهيل المتسولين من المواطنين بتنفيذ برامج مناسبة لتعليمهم حرفاً يدوية ملائمة لقدراتهم حفظاً لكرامتهم وتقليلاً من حصول جرائم متوقعة كاستغلال التسول بالقيام بأعمال إرهابية أو جرائم أخرى.