لقد اختص الله تبارك وتعالى الأمة المحمدية - صلوات الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين - على غير الأمم بخصائص، وفضّلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها أفضل الرسل والأنبياء، وخاتمهم، وآخرهم، وجعلها خير الأمم، قال - عز وجل - في كتابه الكريم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ...} (110) سورة آل عمران.
ورمضان شهر الخير والنفحات والبركات، ويأتي معه كل الخير للأنام، مَنْ أدركه وقاربه فقد فاز بمغفرة من الرحمن، عتق من النيران، وجنات النعيم، أعدها المنان؛ فأقبِل عليه بكل إخلاص وصدق ومحبة، وفيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
يهل علينا شهر الخير والبركة، وتستقبل الأمة الإسلامية من شرقها لغربها، ومن جنوبها لشمالها، شهر رمضان المبارك، الذي ينبغي لكل مسلم ذكر أو أنثى أن لا يفرط في أيامه لكسب الطاعات، وأن يكون من السباقين إليها، ومن المنافسين فيها. قال - عز وجل -: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين.
إن الغاية الكبرى والهدف الأسمى من الصوم في شهر رمضان هو التقوى؛ فلقد أشار إليها عز وجل في القرآن الكريم في قوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة.
ومع أن جميع ليالي شهر رمضان المبارك كلها طاعات وبركات وخير وبركة.. إلا أن ليلة القدر خير من ألف شهر؛ ومعنى ذلك أن الصلاة فيها أفضل من الصلاة في ألف شهر، والعمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر. وخص الله - عز وجل - شهر رمضان بأنه أنزل فيه القرآن الكريم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيه الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (185) سورة البقرة.
في جميع الدول الإسلامية، كثير من الجهات تستقبل هذا الشهر الكريم بفتح أبوابها وقلوبها وجيوبها لمساعدة الفقراء والمساكين والجمعيات الخيرية والإنسانية فـ»الخير يجمعنا في رمضان»!