د. أحمد الفراج
حكومة ملالي طهران لديها أطماع توسعية، ولكن بعد أن تجرع الخميني السم من صدام حسين، قررت إيران أن لا تدخل في حرب مباشرة، وقد سعت في سبيل ذلك إلى خلق عملاء لها، يحاربون بالنيابة عنها، وهم بالنسبة لها مثل ورق الكلينيكس، يستخدم حتى تنتهي صلاحيته، ومتى ما تورط هؤلاء العملاء، فإنّ عليهم أن يواجهوا مصيرهم لوحدهم، لأنّ حكومة الملالي الطائفية لا يمكن أن تضحي لأجل هؤلاء، لأنهم عملاء من ناحية، ولأنهم ليسوا من العرق الفارسي النقي ثانياً، ويأتي على رأس هؤلاء حزب الدعوة العراقي، ومن أبرز رموزه يأتي سيئ الذكر، نوري المالكي، والذي سيلعنه التاريخ والأجيال، فهو السبب الرئيس لتمزيق العراق عن طريق الطائفية النتنة، وغني عن القول إنّ المالكي لص محترف، استولى على مليارات الدولارات من مقدرات العراق، إذ يعتبر أحد أثرياء العرب؟؟؟ حالياً، فلا تخلو دولة أجنبية من وجود استثمارات له، وهو الذي كان صائعاً متسكعاً طوال حياته، ومثله الجعفري، وبقية جوقة ذلك الحزب الطائفي، الذي كان يحارب مع إيران ضد بلده العراق، في حرب الخليج الأولى!
ولا بد من المرور على حسن الضاحية، والذي فضحه الله على رؤوس الأشهاد، وبانت سوأته، بشكل يندر له مثيل، فقد اتضح أنه مجرد أداة تخريبية، وبلغ به العار أن يقتل أبناء سوريا، وهو الذي كان البعض يظن أنه سيرمي إسرائيل في البحر!!، فإذا به يسخر كل قواته الطائفية لمناصرة أقذر طواغيت الأرض، بشار الأسد، وسيكتب التاريخ أنه قتل من أبناء الشعب السوري أكثر، بعشرين ضعفاً، مما فعلته إسرائيل، على مدى أكثر من أربعة عقود!!، فيا للعار المجلل، والآن يتضح أن تنظيم داعش يعمل جنباً إلى جنب، مع قوات حزب الله في سوريا، ومع الحشد الطائفي في العراق، ففي سوريا تترك قوات الأسد وحزب الله سلاحها في المناطق التي تدخلها داعش، ثم تستولي عليه داعش، وتكمل المهمة القذرة بالتناوب، وفي العراق تكرر سيناريو الموصل، وانكشفت اللعبة تماماً، إذ يتم تسهيل دخول داعش إلى المناطق السنية، ثم يهرب أهل تلك المناطق، وبعد أن يتم تفريغها من أهلها، يأتي ما يسمى بالحشد الشعبي « الطائفي»، ثم تنسحب داعش، وبعدها لا يسمح الحشد بدخول أهل تلك المناطق، بل ويهدم بيوتهم، ويخرب ممتلكاتهم، تماما كما تفعل عصابات الإجرام، أما في المناطق المحاذية للحدود السعودية، فقد تركها الجيش العراقي والحشد الطائفي لداعش، فما هو سر ذلك؟!!
إيران صنعت الحوثي في اليمن، حالمة أنه سيكون عدواً في خاصرتنا الجنوبية، وهي الآن تعمل، عن طريق داعش، وعن طريق حشودها الطائفية، التي يديرها قاسم سليماني، على أن تجعل داعش في خاصرتنا الشمالية، فحذار من التصديق بأن انسحاب الجيش العراقي أمام داعش، وتمكينها من السيطرة على المناطق المحاذية لحدودنا الشمالية أمر عفوي، فكل الدلائل تشير إلى أنه عمل مدروس بعناية، يهدف إلى إشغالنا في الجنوب والشمال، عن طريق الحوثي وداعش، ولكن لتعلم إيران أن العاصفة التي هبت على الحوثي جنوباً، قادرة على أن تهب على داعش شمالاً، وعلى أي جهة عميلة، تستخدمها طهران في سياساتها التوسعية المتوهمة، فهل تفقهون يا ملالي طهران؟!!