إذا نشأ الإنسان عالي الهمة طموحاً إلى المعالي، محباً للذكر الحسن، والثناء الجميل - سهل عليه أن يبذل في سبيل ذلك كل ما يستطيع بذله من ذات يده أو ذات نفسه.
وحب المجد أسال الذهب من خزائن الأغنياء، وصيَّر نفوس الشجعان نهباً مقسماً بين شفرات السيوف، وأسنة الرماح؛ طلباً لسعادة الحياة بالذكر، وسعادة الممات بالخلود؛ فمن لساقط الهمة ضعيف النفس بدافع يدفعه إلى بذل المال على مكانته الراسخة في قلبه، وامتزاج حبه بلحمه ودمه؟ أيدفعه حبُّ الثناء، وهو لا يشعر بلذته؟ أو خوف المذمة، وهو لا يتألم منها، ولا يحس بمرارتها؟ أم سعادة الحياة وسعادة الممات؟ وهو لا يفهم للسعادة معنى غير ما فهمه الزبرقان بن بدر حينما قنع على لسان الحطيئة من المكارم بلقمة يمضغها، وحُلَّةٍ يلبسها