جريدة الجزيرة وكعادتها في السبق الصحفي الذي يهم الوطن والمواطن، فقد طالعتنا وعلى صفحتها الـ45، وفي عددها (15576) الصادر يوم الجمعة 4 شعبان 1436هـ.. حيث أشادت بالاقتراح المتضمن إنشاء وقف باسم الملك سلمان - حفظه الله - خاص بدعم المكاتب التعاونية وتوعية الجاليات وتخصيص ميزانية سنوية لها لإدراك الجميع للدور الريادي الذي تقوم به المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمملكة، حيث تُعتبر ضمن منظومة العمل الدعوي الذي قام وانطلق من البلاد منذ إنشائها في الدعوة إلى الله والاهتمام بهذا المنهج القويم الذي انطلق على يد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام وسلف الأمة الصالح، وما زال هذا النهج مستمراً ولا يزال - بإذنه تعالى - حتى قيام الساعة.
وإيماناً من القيادة الرشيدة بأهمية ودور مكاتب الدعوة التعاونية وتوعية الجاليات في المساهمة والمشاركة مع الجهات التوعوية الأخرى والتي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في بلادنا الغالية بدورها الإيجابي في نشر رسالة الإسلام في الداخل والخارج الإسلام الصحيح الذي يتجرَّد من الغلو والتطرف.
فقد وجدت هذه المكاتب التشجيع المعنوي والدعم المادي من قِبل الحكومة الرشيدة، وذلك على شكل مبالغ مالية مقطوعة تقوم وزارة الشؤون الإسلامية بتوزيعها على تلك المكاتب لتؤدي دورها في الدعوة إلى الله، إضافة إلى ما يصلها من أهل الخير في هذا الوطن من هبات وصدقات وزكوات وبعض الأوقاف التي شرعت بعض المكاتب التوعوية في إقامتها، لتكون مصدر دخل لها إلا أن ذلك الدعم لم يكن يفي بالغرض مما أدركته القيادة الرشيدة فقد كان أكبر دعم تلقته تلك المكاتب من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -، وذلك في عام 1432 بمبلغ ثلاثمائة مليون ريال، وقد حقق ذلك المبلغ دعماً وكان رافداً لقيام تلك المكاتب بتحقيق المزيد من أهدافها.
وحيث إن هذه المكاتب التعاونية ليس لها نظير في العالم من حيث جهودها وبرامجها وإن العاملين في مجالس إدارتها كلهم متطوعون من دعاة وطلبة العلم - ذكوراً وإناثاً - يتم تعيينهم وفق ضوابط وتعليمات تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية.
هؤلاء القائمون على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات يأملون في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - وفقه الله - إلى تخصيص ميزانيات ثابتة لهذه المكاتب أُسوة بالجمعيات والهيئات الخيرية في المملكة، كما يتطلعون إلى تخصيص وقف يحمل اسم الملك سلمان نظراً لدوره - حفظه الله - الرائد والفاعل في أعمال البر والخير والعمل الإغاثي الإنساني والذي امتد لأكثر من ستين عاماً في داخل المملكة وخارجها.
حفظ الله لبلادنا أمنها واستقرارها، وحفظ لنا قيادتنا الرشيدة، وسدد خطى ولاة أمرنا لما يحبه ويرضاه.
إن التوجيه الكريم بإنشاء ذلك الوقف الذي يحمل اسم الملك سلمان سيكون عاملاً مساعداً ومهماً ورافداً قوياً للعمل الدعوي في المملكة العربية السعودية قِبلة المسلمين وبلاد الحرمين الشريفين، وسيسهم - بإذن الله - في الارتقاء بالعمل الدعوي وضبطه، ويحقق المزيد من أداء الرسالة الدعوية على الوجه المطلوب.
سلمت أيها الوطن، وسلمت قيادتك الرشيدة، وحفظ الله علينا أمننا واستقرارنا في بلاد الخير والعطاء والنماء.
محمد بن سكيت النويصر - خطيب وإمام جامع المزروع وعضو الدعوة في محافظة الرس