فهد بن جليد
من الخطأ الفادح أن تبقى أيدي العمالة (الرجالية) في المدن الترفيهية، تُلامس أجساد أطفالنا، وبعض الأماكن الحساسة فيها - بحجة تأمينهم وتجهيزهم - بوسائل السلامة قبل تشغيل (أي لعبة)، في حين يستسلم الصغار من الجنسين لتعليمات (العامل)!
تناقض عجيب أن نحاول تثقيف الصغار، لتعليمهم عدم السماح للآخرين بلمس أجزاء مُحدّدة من أجسادهم، حتى لا يكونوا (فريسة للتحرّش)، ومن ثمّ نتركهم وحدهم في (المدن الترفيهية) ليتقبلوا مُلامسة رجال (أجانب) لأجسادهم؟!
قبل يومين زُرت إحدى المدن الترفيهية في إحدى مدن المملكة، وكنت حزيناً جداً لمُشاهدة (عمال التشغيل) وهم يُلامِسون أجساد الصغار لتركيب وتمرير (حزام الأمان) على بعض الأماكن الحساسة، قبل مزاولة أكثر من لعبة في هذا المدينة فقط مثل (جبل التسلّق، لعبة السلاسل، السيارات المتصادمة.. وغيرها)!
يجب على وزارة العمل التدخل فوراً (لتأنيث) المحال الترفيهية، ومدن الألعاب في المراكز التجارية أو تلك المستقلة، وقصر العمل فيها على (سعوديات) مؤهلات قادرات على التعامل مع الأطفال بشكل (آمن)، وعدم الاكتفاء بالقرار السابق الذي (يسمح فقط) بعمل المرأة في هذه الأماكن، نظراً للحاجة الماسة لإصلاح وضع هذه الوظائف التي ما زال الأجانب من (الرجال) يشغلونها!
بكل تأكيد أنا هنا لا اتهم أحداً، أو أشكك في نوايا هؤلاء العمال، ولكن ترك الوضع على ما هو عليه فيه (خطورة) على صغارنا، ويجب تدخل جهة (ما)، لسن قوانين تُجبر مالكي هذه المراكز الترفيهية، على تأنيث وظائفهم، وخصوصاً أن تشغيل هذه الألعاب عملية (غير معقدة) يمكن للسعوديات إجادتها بكل سهولة!
فهمنا (للملاهي) خاطئ، وهو ما زاد من (خطورة الوضع)، حيث يلعب الأطفال غالباً (وحدهم)، أو برفقة (الخادمة) بعيداً عن الوالدين ومراقبتهما، فالأم تذهب للتسوّق، والأب يعتقد أن مسؤوليته تنتهي بتوصيل العائلة، ودفع الفلوس؟!
ما يحدث في الملاهي والمدن الترفيهية الآن من أسباب زيادة التحرّش بالأطفال، وهو (جريمة) بحق الطفولة يجب وقفها، بتوفير البديل الآمن، اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد!
وعلى دروب الخير نلتقي.