ناهد باشطح
فاصلة:
«إن أسوأ مكان محجوز في الجحيم هو لأولئك الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة» (مارتن لوثر كنج)
مَنْ يصنع خطابنا الإعلامي؟
هل توجد استراتيجية محددة لدى وزارة الثقافة والإعلام لتشكيل خطاب إعلامي جديد، يتفق مع تغيرات المرحلة التي نمر بها، واضعاً في الحسبان صورة المملكة في ذهنية كل فرد، وصورتها في الخارج؟
إذ إن واقعنا مستمد من نوعية الوسيلة الإعلامية، أو كما يقول مارشال ماكلوهان «إن كل حقبة زمنية كبرى في التاريخ تستمد شخصيتها بشكل كبير من الوسيلة الإعلامية المتاحة».
والوسائل الإعلامية في حقبتنا هذه متعددة متطورة، أعطت للجماهير دوراً أكبر في صناعة الخطاب الإعلامي.
الإشكالية أن الجماهير لا يعول عليها في صنع الخطاب؛ لأن عملها كما يقول سيرج موسكوفتشي في كتابه (عصر الجماهير) «لا يخدم قضية التقدم دائماً، فما يدمره دائماً ليس تلك العقبات الأكثر عرقلة للتنمية، فالجماهير تجيش العناصر الرجعية مثلما تجيش العناصر الثورية». هذا التعريف نفسه توصل إليه غوستاف لوبون؛ فقد وصف الجماهير بأنهم مجموعة مؤلفة من أشخاص هامشيين وشاذين عن المجتمع.
ومع ذلك فإن من ضمن الجماهير من يستطيع أن يقدم دوراً فاعلاً، وهم النخبة «Elite»، وهم الذين يستطيعون التأثير على الجماهير. هذه النخب أصبح دورها ضعيفاً إلى حد ما بسبب الهوة التي صنعتها بينها وبين الجماهير، والتي أوجدت خطاباً نخبوياً، لا يمكن استيعابه على مستوى تعدد مستويات الجماهير الثقافية.
وما بين أن تترك المؤسسات الرسمية الخطاب الإعلامي بدون دراسة وتجديد، ونخبة النخب، أصبحت الجماهير هي من يحاول صنع الخطاب الإعلامي الذي يلبي احتياجاتها.
والسؤال: هل هذا هو النهج الصحيح لإعلام داخلي وخارجي، تُبنى عليه استراتيجيات التعايش والعلاقات مع الآخر؟
هل ستظل المؤسسة الرسمية للإعلام عاجزة عن الدراسة والتحليل للخطاب الحالي، وبناء خطاب إعلامي جديد؟
بعض الأسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة ومصدر محدد. وأنا متفائلة بأن الوزير الجديد الدكتور عادل الطريفي - وهو ابن الإعلام قبل أن يتولى حقيبة الإعلام - سوف يجيب عن هذه الأسئلة بالتجديد والتطوير في جسم الإعلام السعودي!!