سعد الدوسري
صار من المتعارف عليه، أن شهر رمضان هو الشهر الذي تزداد فيه الأوزان بشكل لافت، وذلك لأن المسلمين اعتادوا على تحويله إلى موسم حلويات ومعجنات ومحاشي، سواءً وقت الإفطار أو العشاء أو السحور، أو ما بين هذه الوجبات! وربما جاءت كل الإبداعات في المأكولات والمشروبات من المواسم الرمضانية، التي يُفترض أنها مواسم إحساس بالجوع، بهدف المشاركة الوجدانية مع الفقراء والمساكين، الذين لا يجدون قوت يومهم. والتناقض ليس مقتصراً على هذا الأمر، بل على أن كمية هائلة من الأطعمة تتناثر في حاويات النفايات في شهر رمضان، شهر الصيام، أكثر من أي شهر آخر!!
إن تغيير ثقافة الأكل والشرب المفرط فيهما في ليالي رمضان، يحتاج إلى جهود مكثفة ومنسقة من مؤسسات عديدة، على رأسها المؤسستان الدينية والإعلامية، فالإستمرار على نمط استهلاكي غذائي واحد لمدة شهر كامل، يصعّب الأمر على من يحاول أن يتخلص من هذا النمط، وبالتالي سيزداد الوزن وتزداد الأمراض المحتملة. والمؤسف أن الأغذية المبالغ فيها، والتي يتم تجهيزها للفطور والسحور ولما بينهما، لا تناسب الأطفال والفتيان والفتيات، فنجدهم يتوجهون لمطاعم الوجبات السريعة، ليزدادوا وزناً مع أوزانهم.
لماذا لا يعاهد كل منا نفسه، على أن يخسر من وزنه 5 أو 10 كجم، من خلال وجبات صحية للسحور والفطور والعشاء، عبارة عن خضراوات وفواكه ومياه وعصائر طبيعية منزلية، مع مشي يومي في حدود نصف ساعة.