عبد العزيز بن سليمان القرعاوي ">
إنها عبارة ترددها إذاعة جدة في مقدمة ساعتها الإخبارية، عبارة تحمل مشاعر جياشة تعزز قوة الولاء والانتماء للوطن فليس كائن على الأرض من إنسان أو حيوان أو طائر أو هوام بل حتى النباتات إلا وله بيئة ومكان يستوطن فيه وينتمي إليه ويدافع ويستميت من أجل حمايته، وإذا تم نقله من بيئته وموطن عيشه حصل له تغير وتأثر وقد يموت مثل الكثير من الحيوانات والنباتات وغيرها هذه مقدمة للإنسان الذي منحه الله العقل والتفكير عجباً له كيف يخون وطنه ويرتمي بأحضان الفئات الضالة في تفكيرها ومعتقداتها، فئة جندت نفسها لصناعة الموت والدمار وتلذذت بقتل الأبرياء ودمار أوطانها.
عجباً.. كيف لهذا الإنسان الذي كبر وترعرع من خيرات وطنه وقوي عوده أن يحول جميل وطنه إلى أدوات ومعول هدم بيد الأعداء المتنكرين لأوطانهم أنها فئة ضالة تشددت وتعنتت بالدين حتى خرجت عن إنسانيتها وفطرتها وتوحشت في سلوكها وغسلت أدمغتها وانسلخت عن إنسانيتها فلا يعنيها والعياذ بالله أم تذرف دموعها حزناً لفقده أو أب تحطم قلبه وخاب أمله بمن انتظر بره وعونه، أو زوجة وأبناء فقدوا معيلهم وراعيهم فأصبحوا يبحثون عمن يعينهم ويعطف عليهم من الآخرين.
إن الانتماء للوطن يعني حبه والولاء والحرص على المحافظة على مقدراته ومكتسباته والذود عن كل شبر من هذا الوطن بكل ما يملك ولا يعرف قيمة الوطن إلا من فقده وتشرد خارج وطنه وفقد الأمن والأمان وتجرع مرارة اللجوء خارج وطنه، وأصبح تحت الإعانات والمساعدات ويعاني من الظروف القاسية من ضعف العيش والخوف وعدم الأمان على حياته وعرضه.
عجباً للإنسان، وهذا الفكر الذي يفرط بالوطن وينسلخ عن الولاء والانتماء له وعن حمايته من الطامعين.
لا بل لا يكتفي بذلك بل يضع يده وعقله وفكره لفئة ضالة فقدت كل معاني الإنسانية وغرائز الفطرة وسلمته وحولته إلى معول هدم وقتل وتفجير وترويع للآمنين والانقضاض على مكتسبات وطنه ومقدراته وزعزعت أمنه وإستقراره.
فشكراً لإذاعة جدة على اختيار هذه العبارة التي تهز المشاعر وتعمق الولاء والانتماء لهذا الوطن.. نعم (وطن لا نحميه بالنفس والمال والولد وطن لا نحمي ترابه ومقدراته ولا نذود عن حماه لا نستحق العيش فيه) من يغدر في وطنه ويخونه ويتآمر عليه حق للوطن أن يلفظه ويقذفه خلف أسواره ليعيش طريداً تتقاذفه الأيادي المجرمة الملطخة بدماء الأبرياء.
اللهم احفظ بلادنا من عبث العابثين وحقد الحاسدين، اللهم احفظ قائد هذه الأمة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي بحزمه وعزمه رفع رأس الأمة العربية والإسلامية ورفع مؤشر الأمل والعزة بعد ما كان متوقفاً أحس العرب والمسلمون بقيمتهم بعد ما كان الذل والهوان مخيما على الأنفس لقد نهض العرب وشمخت قاماتهم بفضل الله وعزم وحزم هذا القائد وخسئت الأصوات التي تنعق وزاد صراخها وفوجئت بما لم يكن في حسبانها وأصابها الخوف والذعر مما حدث من عاصفة الحزم والتي قطعت وسوف تقطع دابر الإرهاب المنظم وغيره والعابثين بالأمن القومي العربي.. والله ولي التوفيق.