بقلم - سكوت أنتوني وديفيد دونكان وبونتوس إم إيه سايرن:
ما الذي يجب أن يفعله القادة لتعزيز قدرة مؤسستهم على الابتكار؟ تبدو قائمة الخيارات لا متناهية، وتشمل إنشاء مجموعة نمو جديدة، وتغيير نظام منح المكافآت، وتأسيس صندوق استثمار في المشاريع، وبناء منصّة ابتكار مفتوحة، وتعيين مبتكرين متمرّسين.
بيد أنّ الشركات تقرّر في كثير من الأحيان ما ستقوم به قبل أن تحدّد سبب قيامها بذلك؛ وبالتالي ينبغي أوّلاً الإجابة عن سؤال أساسيّ: ما المشكلة التي سيحلّها الابتكار؟
يُعتَبر استحداث فرص نموّ جديدة من المشاكل الواضحة التي قد يحلّها الابتكار. لعلّ حدّة التنافس تزايدت، أو ربّما برز مشروع تطوير جديد، أو أنّ الأعمال الرئيسيّة في الشركة تباطأت. وبالتالي بات بلوغ أهداف النمو والأرباح في الشركة يتطلب اليوم تعزيزاً لقدرتها على إطلاق أعمال جديدة، لا تنتج عادة عن العمليات اليوميّة.
وفي هذه الحالة من المحبّذ عزل الجهود المبذولة في هذا الاتّجاه عن أعمال الشركة الرئيسيّة للحد من تحوير الاهتمام؛ وبالتالي ابدأ بإرساء نظام ابتكار بحدّ أدنى من القدرة على الاستدامة، يقوم على مجموعة مركّزة من العمليات المصمّمة لإطلاق عجلة النمو الجديد بزخم.
تبرز مشكلة مختلفة على صلة بكيفية التنافس بمزيد من الفعالية في الأسواق الحاليّة. بفضل الابتكار قد يتسنّى لمندوبي مبيعات خطّ الأوّل العثور على عملاء، واجتذابهم واستبقاؤهم، أو تسمح وظائف الدعم الداخلي بتعزيز النتائج بعدد أقل من القدرات.
في هذه الحالة، لا بدّ من إدراج العقليات وأنماط السلوك القائمة على الابتكار في النشاطات اليوميّة للموظّفين عموماً. ونذكر من بين المداخلات التي توفّر دعماً كبيراً الاستثمار في تدريب الموظّفين، أو إنشاء فريق موظّفين يساعدون زملاءهم المقدمين على نشاطات ابتكار مشتركة، على غرار تصميم الاختبارات وتنفيذها.
أو قد ترغب في معالجة المشكلتين بصورة متزامنة. ويعني ذلك أن تكون شاهداً على نموّ جديد بفضل العمليات الجارية، وأن تعمد في آن إلى مواصلة أعمالك على نطاق يتخطّى حدودها الحاليّة. وهنا يجب أن تركّز الجهود على منح الابتكار طابعاً مؤسّسيًّا، من خلال العمل على الأنظمة الكامنة المسؤولة عن توزيع الموارد وصنع القرارات. وبسبب نطاق هذه الجهود ومداها تتطلّب التزاماً من القيادة العليا.
ليس الابتكار اقتراحاً موحّداً يناسب الجميع. ومن شأن تكريس الوقت الضروري لتحديد الاستراتيجية الأنسب أن يجعلك تركّز اهتمامك، ويعجّل ظهور نتائج جهود الابتكار التي تبذلها.
(سكوت أنتوني - هو شريك إداري في شركة الاستشارات حول موضوعي الابتكار والنمو «إنوسايت»، ويحمل آخر مؤلفاته عنوان «الميل الأول: دليل الانطلاق لإدخال أفكار عظيمة إلى السوق». أما ديفيد دانكن - فكبير شركاء مع شركة «إينوسايت»، وبونتوس إم إيه سايرن - شريك في مكاتب «إينوسايت» في سنغافورة).