سمر المقرن
أشعر بالتقزُّز والقرف كلما عبرت من شوارع فرعية أو رئيسية وشاهدت صناديق القمامة المكشوفة والمليئة بالأكياس المفتوحة التي تنبعث منها روائح كريهة. على عكس صناديق القمامة في دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فأنت تمر سيرًا على أقدامك من جانبها ولا تجد أي رائحة كريهة، بينما تمر من جانب حاوياتنا وأنت بالسيارة من بعيد والرائحة تخترق النوافذ.
من وجهة نظري الشخصية أنّ هذه المعضلة واستمرارها هي مسؤولية مشتركة ما بين وزارة الشؤون البلدية والقروية، والمواطن والمقيم. فنحن، ولأكون صريحة معكم، نعتمد اعتماداً كاملاً على العمالة المنزلية في إزالة القمامة ورميها، وقد تفتقد - بعض - البيوت الوعي في تعليم العمالة أنّ هذه الأكياس يجب أن تكون محكمة الإغلاق، لذا عندما نمر بجانب صناديق القمامة نراها مكشوفة والرائحة الكريهة تتطاير منها.
لو قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية بحملة إعلامية مكثفة تقوم من خلالها بتوجيه الناس في التعامل مع القمامة المنزلية، ووضع غرامات مالية لمن لا يلتزم بهذه الإجراءات، فستتغير شوارعنا كثيرًا. أيضًا قبل هذا يجب على الوزارة أن تقوم بتطوير صناديق وحاويات القمامة، فما عاد هناك من يستخدم الصناديق المكشوفة سوى قلة قليلة من الدول الفقيرة، كذلك من المهم تخصيص صندوقيْ قمامة لكل منزل مثلنا مثل باقي الدول المتطورة، فالمعمول به حاليًا هو وضع صندوق صغير مشترك بين بيوت الحارة كل يلقيه أمام باب بيت جاره ليتخلص باب بيته من الروائح الكريهة المنبعثة من الصندوق!
لو تم تخصيص صندوقين مغلقين لكل بيت سنتخلص من هذه الإشكالية، وأنا هنا أطالب بصندوقين ليكون واحد مخصصاً للقمامة المنزلية والثاني مخصص للنفايات القابلة للتدوير مثل الورق والزجاجات البلاستيكية، وبذلك نستفيد من هذه المواد وسيستفيد كثير من شباب البلد في إيجاد وظائف في هذا المكان، الذي ينم عن رقي البلد واهتمامها بكافة الأمور والقضاء على السموم والأوبئة التي تتسبب بها هذه القمامة المكشوفة، والتي تؤدي إلى التلوث الذي يهدد صحة الإنسان وبيئته.
هل تعلمون أنه في دول أوروبا وأمريكا، لا تقوم سيارات إزالة القمامة المنزلية بالعمل سوى مرة واحدة بالأسبوع وفي بعضها مرتين على الأكثر، مع ذلك فإنه لا روائح كريهة تنبعث في الشوارع والأحياء ولا تلوث ولا قرف، لسبب بسيط أنّ الناس هناك تملك الوعي الكافي في طريقة إغلاق أكياس القمامة، وتدرك جيدًا مخاطر تركها مكشوفة ولو فعل أحد هذا الشيء فإنه وقبل أن يحاسبه القانون سيحاسبه جيرانه من باب النهي عن المنكر!
أما نحن فإنّ سيارات جمع القمامة تدور يوميًا مع ذلك الروائح الكريهة والتلوث يغلفان الأجواء. الوعي لن يحدث ما دامت حاويات وصناديق القمامة بهذا الشكل المنفلت، والناس لن تتعلم ما دامت لم تجد الأدوات اللازمة للتعليم من حاويات وصناديق مناسبة، ومن قوانين رادعة، ومن وعي يساهم في تغيير الحالة البيئية المتردية بسبب هذه الصناديق التي عفا عليها الزمن وما زالت تقف أمام بيوتنا!