عثمان أبوبكر مالي
آمال كبيرة ينتظرها الشباب والشارع الرياضي والمجتمع عموماً، ويعقدها الجميع على المرحلة القادمة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، على ضوء التغييرات التي تتم، والنشاط (الإداري) الكبير الملاحظ، وورش العمل التي تعقد، والخطوات التي تتسارع وترمي إلى الاستكشاف والتطوير والتغيير لإحداث دفعة قوية ونقلة منتظرة وممكنة جداً في كل مجالاتها الرياضية والشبابية، وغيرهما.
برامج الشباب التطوعية أحد أوجه النشاط التي ننتظر بفارغ الصبر أن يشملها الاهتمام الحقيقي والعملي والتحديث والتغيير؛ لما لها من أثر وتأثير وجاذبية للعديد من الشباب الذين لا تستهويهم الرياضة، وليست من اهتماماتهم.
كانت البرامج الشبابية تشهد في أيام الإجازات والمناسبات نشاطاً متزايداً وتنافساً محموماً في المناطق وبين بعض مكاتب رعاية الشباب التي كان بعضها يتميز بمثل هذه الأنشطة في الصيف، كالطائف وأبها والباحة، وبعضها الآخر في مناطق وأوقات المناسبات في رمضان والحج، وتحديداً مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتقلصت كثيراً بسبب ضعف الاهتمام وقلة الإمكانيات وانعدام التحفيز، وضعف البرامج والميزانيات المخصصة لها، وصراع القادة، وتباين الإقبال عليها بين القادة (المتطوعين) والموظفين (المنتدبين)؛ فانصرف بسبب ذلك كثير من الشباب الرياضي عن الاهتمام والمشاركة إلى جهات أخرى وهيئات غير رياضية، ورغم أن بعضها حديث عهد بالنشاط الشبابي إلا أن وجود الاهتمام والدعم والتحفيز والتنويع وتوسع الأنشطة واستيعابها عدداً كبيراً من الشباب على مختلف المستويات، ومشاركة المسؤولين، جعلها قِبلة للشباب، وزاد من اندفاعهم إليها، ومنها على سبيل المثال جمعيات مراكز الأحياء في المدن الكبيرة.
من أوجه نقص الأنشطة الشبابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وضعف الاهتمام بها والإقبال عليها انعدام المنافسة التي كانت قائمة في بعضها مع مثيلاتها في جهات أخرى. وعلى سبيل المثال: مجال الكشافة والجوالة؛ إذ تسجل فرق جمعية الكشافة السعودية نشاطاً وحضوراً كبيرين جداً في مجالات عديدة، خاصة في المناسبات الكبيرة، كالعمرة والحج، بينما تغيب فرق الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. والأسباب كثيرة. كما أصبحت فرق الجمعية تجد اندفاعاً وإقبالاً حتم عليها (الفرز والانتقاء) والتدوير بين الشباب والقادة، بينما فرق الرئاسة أعدادها قليلة، والإقبال عليها ضعيف، والمشاركة فيها تكاد تقتصر على أسماء محددة شباباً وقادة.
هناك الكثير، ولكن الآمال أكبر بأن جميعها سيشملها الاهتمام والتغيير.
كلام مشفر
* يوم الاثنين الماضي تم في مكة المكرمة تدشين (نادٍ خاص) للكشافة في ساحة الحرم المكي الشريف لخدمة ضيوف وزوار بيت الله الحرام، وسط حضور كبير رسمي وإعلامي.
* تقدم الحضور مدير التعليم بمكة المكرمة وقائد أمن الحرم المكي. ومع الأسف، لم يكن هناك أي حضور لرعاية الشباب، على الأقل مجرد ممثل من مكتب مكة المكرمة.
* إحدى زوايا القصور الواضحة في النشاط الشبابي تتمثل في الميزانية الخاصة بها التي تقلصت، وغالبها يذهب كبدل انتداب للموظفين الرسميين، في حين لا تصرف للقادة المتطوعين أي مكافآت، بل إن بعضهم - كما بلغني - يصرف من جيبه. أما مصروف الجيب للشباب المشاركين فهو على حاله منذ سنوات طويلة، ومقداره أربعون ريالاً فقط.
* أما الهدايا التي تقدَّم للمشاركين والمساهمين في الأنشطة (كالمحاضرات والندوات وغيرها) فلا تزال على ما كانت عليه قبل أربعين عاماً: أقلاماً وشنطاً وأجندات.. ونحن في عصر الآي باد والآي فون!!
* هناك معاقل مهمة للشباب، تبتعد عنها أنشطة الرئاسة رغم حيويتها، وأهمية وإمكانية استقطابهم، وهذا يحرم شريحة كبيرة من الشباب المشاركة والاستفادة من هذه الأنشطة، وأقصد شباب الجامعات والكليات ومراكز التعليم الفني وغيرها.
* في موسم الحج كان لرعاية الشباب نشاط كبير من خلال مخيمها الخاص في المشاعر الذي يخصص لتقديم خدمات جليلة، وهو مخيم (عريق)، يضرب بأطنابه في تاريخ المساهمة في خدمة الحجاج.
* يكفي المخيم أنه هذا العام سيبلغ سنته الأربعين، لكنه في السنوات الأخيرة يكاد يتحول إلى مجرد (خيمة) تقام، ولوحة توضع، لتسجيل حضور ليس إلا.
* وأستدل بالأرقام للمقارنة: فمخيم رعاية الشباب يشارك فيه ما لا يزيد على 120 شاباً، بينما مخيم جمعية الكشافة السعودية لا يقل العدد عن أربعة آلاف شاب، ونادي الكشافة الذي افتُتح في مكة قوته ألفا شاب، بينما مشاركة كشافة الرئاسة في موسم العمرة (إن حدثت) فبخمسين كشافاً فقط!
* أحد الأوجه التي نأمل تحقيقها من قِبل سمو الأمير عبدالله بن مساعد جمع قادة العمل الشبابي المتطوعين والقدامى ـ خاصة المبتعدين والمبعدين ـ والاستماع إليهم، ومعرفة أوجه السلبيات والإيجابيات؛ ففي ذلك استفادة منهم وتحفيز لغيرهم.
* من الأماني التي ينادي بها المشاركون الدائمون في معسكر الرئاسة الكشفي في الحج أن يقوم المسؤول الأول في الرئاسة بزيارتهم ودعمهم؛ فطوال أربعين عاماً لم يحدث ذلك إلا مرة واحدة فقط، ولدقائق معدودة. فرصة يا سمو الأمير، الحج عبادة وخدمة!!