فهد الصالح
الحديث عن اتحاد التربية البدنية والرياضة للجميع هو حديث عن الرياضة بأكملها واتحاداتها وألعابها والفئات السنية فيها ولجانها ومجالسها وممثلياتها وفي الأول والأخير الحديث عن المسؤولية الاجتماعية للرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي يمثله هذا الاتحاد، فسقف العمل لهذا الاتحاد مفتوح وفي كل الاتجاهات ومساحة العطاء له تغطي الوطن الكبير بكل موجوداته وتفاصيله ورغبات أهله واحتياجاتهم وتمثيل هواياتهم بالقيم التي يتطلعون إليها أو يطمحون فيها، ولذلك فإن هذا الاتحاد هو اتحاد الجميع وعليه تقع المسؤولية الدقيقة في شمولية الإنجاز ونقل المجتمع بأسره إلى واقع يسرهم من خلال العطاءات التي تتحقق يوماً تلو يوم في هذا الاتحاد، ولكي نكون أكثر إنصافاً لهذا الاتحاد فإنني سأطرح رؤية ليست خاصة ولكنها رؤية مجتمعية تستحق الوقوف عندها وتحليلها وتحديد مدى صحتها وربما الخروج بعدها إلى افق أرحب نبدأ من خلاله الانطلاقات الإيجابية لهذا الاتحاد الرائع المتوثب لنسطر برامجه المستدامة في وطننا الإنساني الرائع.
- هل نتوقع أن يكون لاتحاد التربية البدنية والرياضة للجميع دور وإنجاز وحضور وبرامج وفعاليات وأنشطة إذا كانت الميزانيات المرصودة له قليله أو لا تفي باحتياجاته في تنفيذ خطته، وقد ذكر لي أحد قياداته السابقة انه ترك الاتحاد والعمل فيه لأنه وجد ان الميزانية المرصودة له لا تتجاوز تكلفة حفل عشاء لأحد الاتحادات الأخرى، وهذه الحقيقة والرقم الذي لم أذكره قد اخذته منه وهي حقيقة بالفعل نعتبرها كارثة ان كان هذا الأمر قد تكرر مع الدورة الحالية للاتحاد، وسيخجل قادته من الانضمام إليه أو تمثيله، واتطلع ان تلك الرؤية لا تكون لمجلس الإدارة الحالي لاختلاف المجموعة واهتماماتها فالاتحاد الآن يضم رجال مال وأعمالا وأكاديميين وتربويين وإعلاميين ورياضيين فهم يستطيعون إيصال صوت الاتحاد والمجتمع إلى المسؤولين في رئاستنا الشابة لرعاية الشباب لتعديل المخصصات لتكفي على الأقل للحد الأدنى من الالتزامات وتغطية الانشطة والبرامج لكي يتحقق الحد الأدنى من التوقعات، وفي الأعوام القادمة سيتحقق الكثير بإذن الله إن تم إبراز الاتحاد من رجاله وثقتي ان النجاح لهذا الاتحاد إذا وجد الدعم مؤكد ولا خلاف عليه مطلقاً فهو اتحادات متعددة قد اجتمعت في اتحاد واحد وحوله طموحات المجتمع المختلفة.
- على الشركات الكبرى والبنوك التي تتفاخر بوجود برامج للمسؤولية الاجتماعية أن تتسابق في تبني الاتحاد وتعزيز وجوده لأنه يخدم جميع فئات المجتمع مع الاستفادة من الناحية التجارية التي تراها تلك البنوك والشركات وهذا من حقها طالما انها ستقدم المال لخدمة الانشطة والبرامج والفعاليات الموجهة للمجتمع بفئاته العمرية المختلفة، مع مساندته من خلال خبراتهم في النواحي التسويقية والترويجية لبرامجه والاتحاد سيكون مضلة انسانية ومجتمعية للشركات والبنوك الراعية، ورعاية الاتحاد بحق افضل بكثير من الدعايات والرعايات التي تخسرها تلك القطاعات دون فائدة تذكر وأنا أحد المطلعين على الكثير من حملات الدعاية والإعلان التي صرف عليها الملايين ولم تحقق أي عائد، وأجزم أن الكثير من قطاعات الأعمال مستعدة لتبني هذا الاتحاد بالكامل لو اتيحت لها الفرصة بعقد احترافي حصري دون تدخل من اسلوب تنفيذ العقد، وإن لم يكن حصريا فيمكن ان يكون اكثر من راع بمزايا متباينة حسب قيمة الرعاية، ولعل شيخ الاتحادات يستعين بالمتخصصين لإتمام دراسة حول رعاية الاتحاد وأخذ موافقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب على ذلك والنجاح لهذا التوجه مضمون والنتائج الإيجابية ستكون قريبة جداً وسيكون شيخ الاتحادات مضرب المثل في العطاء والنشاط وخدمة المجتمع وتحقيق تطلعات المواطنين بكل الفئات العمرية، وقد يكون من الافضل ضمان الاستدامة لتلك الرعاية ولو لخمس سنوات حتى تتضح الآثار الإيجابية للتوأمة مع القطاع الخاص.
- البدء مع النشء الجديد في رسم خطوط الثقافة البدنية ومنافع الرياضة وذلك من خلال توقيع اتفاقية مهنية مع وزارة التعليم (العام والعالي) للإشراف على دوري المدارس بمراحله الثلاث، وكذلك دوري الجامعات من خلال اتحادها المتطلع للتميز وذلك كي نخلق جيل رياضي تربوياً تنافسياً نراهن على أخلاقه وإبداعه في آن واحد، خاصة وإننا نتطلع للقدوة الحسنة للاعبينا ولا نترك شبابنا يقتدون بلاعبين أجانب ويأخذون عنهم التصرفات الحسنة والسيئة والأمثلة كثير والشمس لا تغطى بغربال كما يقول المثل، ولأن ميزانية التربية والتعليم للنشاط الرياضي تحتاج إعادة نظر فربما ان تقديم خطة عمل مشتركة يجعل الامر يتغير في الوزارة والرئاسة والمستفيد في الحالتين شباب الوطن.
إطلاق بعض المبادرات من باب المسؤولية الاجتماعية للرئاسة على اأن يتولى اتحاد التربية البدنية هذا الملف لأنه الأقدر علي استيعابه ويمكن للجنة المسؤولية الاجتماعية التي لم نر حتى الآن نتاج لها أن تعمل تحت مظلة الاتحاد مثل:
1/ تدشين الديوانية الرياضية لتكون ملتقى للرياضيين جميعاً ويمكن أن يخصص يوم لكل لعبة أو تكون الديوانية على فترتين وكل فترة للعبة معينه يجري فيها تجاذب أطراف الحديث وهموم اللعبة ويمكن من خلالها أن نطور الرياضة من خلال الرياضيين وتقدير دورهم في المجتمع وما حققوه للوطن من بطولات وتمثيل مشرف، ويمكن كذلك أن يكون في كل أسبوع ضيف شرف لكل ديوانية وأتشرف بتقديم رؤية خاصة في ذلك مع شيخ الاتحادات في أي وقت يراه.
2/ البدء في تأسيس الجمعية الوطنية للرياضيين وهو مقترح سبق وأن طرحته عبر أكثر من وسيلة وطرحه غيري ولكن لم يجد من يتبناه ويضع لها نظاما أساسيا ولوائح تنظيمية وتنفيذية ومجلس ادارة ورئاسة فخرية وإدارة عامة تتولى شؤون اللاعبين القدماء واحتياجاتهم ومعالجة مشاكلهم الأسرية والمالية وتنمية قدراتهم والاستفادة منهم وتسويق خبراتهم في التدريب والتأهيل واكتشاف المواهب والتعليق والتحليل الرياضي وإدارة الفرق ووكالات الأعمال.
3 / إعادة تفعيل الصندوق الخيري للاعبين بعد ان تسلم للاتحاد المبالغ التي خصصت سابقاً لهذا الصندوق الذي كان يمثل املاً رائعاً تبخر سريعاً وبقي عدد من اللاعبين يستجدون عبر الصفحات الرياضية دون ان يكون لهم سند من المعنيين بهم، وسيعمل الاتحاد على بناء لائحة تنفيذية للصرف منه على اللاعبين التي تمر بهم ظروف مالية واجتماعية قاسية وستكون موجودات هذا الصندوق أكثر من موجودات حساب براءة الذمة إذا أحسنت إدارته.
ختاماً.. سررت بتفاعل قيادات الاتحاد بعد المقال السابق والخطة الاستراتيجية الرائعة التي تحدثوا عنها والطموحات التي يتطلعون لتحقيقها والتي أتمنى ألا تقف البيروقراطية في وجهها وتعيق إنجازها كحد أقصى في فترة الاتحاد الحالية خاصة وأن الاتحاد الآن يدار بفكر القطاع الخاص، وأجزم أنه يستوعب كل الاقتراحات وقادر على تحقيق إنجازات غير مسبوقة إذا وجد الدعم والتشجيع والاهتمام من رعاية الشباب والتفتت إليه المسؤولية الاجتماعية في قطاعات الأعمال الكبرى، وتبناه الإعلام الرياضي وسلط الأضواء عليه وعلى إنجازاته ومبادراته التي يجب على الاتحاد أن يميط اللثام عنها ليعرفها المجتمع بكامله الذي يؤمن برسالته ورؤية وأهدافه وقيمه، فهل تتحقق تلك التوليفة المثالية بين الاتحاد والتعليم والقطاع الخاص والإعلام ونرى خلال فترة وجيزة إنجازا مجتمعياً يكون للجميع أجر فيه وأجر من استفاد منه إلى يوم القيامة ونحقق مسماه الرائع انه اتحاد تربوي بدني للمجتمع بكل شمولية.